كيف نتعرف على المشبه والمشبه به في التشبيه والاستعارة
1- من علم البيان التشبيه والاستعارة وهما قائمان على المشبه
والمشبه به وعرفنا أنّ:
*- التشبيه يعتمد على وجود طرفي التشبيه والاستعارة حذف أحدهما.
*- فإذا حذفنا المشبه كانت الاستعارة تصريحية
*- وإذا حُذِف المشبه به وتُرك ما يدل عليه كانت استعارة مكنية.
2- ربما يتساءل البعض لماذا إذاً لم نقل عن التشبيه استعارة.
أ- قلنا لأنّ في التشبيه المشبه والمشبه به موجودان ولا اسم له إلا
التشبيه ونأتي بالمشبه به لتوضيح أو تقوية صفة أو أكثر في المشبه وتُسمى وجه الشبه،
مثل:
محمد أسد في القوة - أبوك كحاتم الطائي في الكرم.
سواء كانت الصفة المشتركة بينهما موجودة أو محذوفة (محمد أسد – أنت
بحر).
*- مثال على معرفة التشبيه:
قال بدر شاكر السيّاب: ما أطولَ الليلَ وما أقسى مُديةَ السهرِ...
- نلاحظ في السطر الشعري كلمة موجودة تلفت الانتباه وهي (مدية)
السكينة مما يجعلنا نتساءل:
لماذا أتى بها الشاعر خاصة أنه يتحدث عن السهر؟، وما العلاقة بينها
وبين السكينة؟،
اجتمعت كلمتان السهر الطرف
الأول (المشبه) ومدية وهي الطرف الثاني (المشبه به) وهما موجودان بنفس لفظيهما ومثل
هذا يُطلق عليه تشبيه والذي جمع بينهما صفة مشتركة تُسمّى وجه الشبه ولكنها محذوفة
تستطيع تقديرها وهي الألم والمعاناة.
- ربما يقول البعض إذا لم نجد أي صفة مشتركة تجمع بينهما أقول لا بدّ
منها في عملية التشبيه وإلّا لا يُعتبر تشبيه.
ب- وفي الاستعارة نستعير المشبه به لتوضيح تلك الصفة في المشبه ثم نحذف المشبه أو المشبه به وبسبب
حذف أحدهما سُمّيت استعارة وبذلك تتميّز عن التشبيه، مثل:
1- رأيتُ أسداً في المعركة يكرّ بسيفه
على الأعداء.
كلمة (أسد) استعارها القائل إعارة بدل الجندي الشجاع ليبين للمستمع
مدى شجاعة وقوة هذا الجندي في المعركة والقرينة التي تدل عليه كلمة (بسيفه).
*- رأيتُ في المعركة جندياً يفترس
الأعداء.
استعار الأسد أو الوحش للجندي ليبين للسامع مدى قوة وشجاعة هذا الجندي
ولكنه حذفه وترك ما يدل عليه أو صفة من صفاته أو من لوازمه وهو الافتراس على طريقة
الاستعارة المكنية.
فائدة: لو حذفنا كلمة (بسيفه) وقلنا: رأيتُ أسداً في معركة يكرّ على
الأعداء.
نعم.. ممكن نعتبره تعبير حقيقي لعدم وجود قرينة واضحة وهذا يرجع إلى أحوال
المتكلم وسياق الكلام وما يتكلم عنه إذ لا بُدّ من قرينة لفظية أو معنوية.
2- رأيتُ زهرة في حضن أمّها.
هل من المعقول زهرة طبيعية تحضنها أمّها؟!. كلّا.. ولكن يُفهم من سياق
الكلام أن المُحْتضَنة هي طفلة فهي المشبه واستعار لها المشبه به (زهرة) ليبين لنا
مدى جمال وحسن الطفلة وحرص الأم وحبها وحنانها عليها، وحذف المشبه وأبقى المشبه به
على سبيل الاستعارة التصريحية.
- وكذلك لو قلنا (رأيتُ زهرة تبكي في حضن أمّها) فالحديث عن الطفلة
فهي المشبه والقرينة (في حضن أمها)، لكن لو قلنا:
*- رأيتُ صباحاً من بين الزهور أزهاراً تتنفس.
سياق الكلام الحديث عن الأزهار فهي المشبه واستعار لها إنسان يتنفس
وحذفه ودل عليه التنفس ليبين لنا حسن وجمال الزهرة وهي تتفتح في الصباح وكأنها
إنسان يتنفس، على سبيل الاستعارة المكنية.
الخلاصة:
1- معرفة المشبه وهو الطرف الأول في عملية التشبيه من خلال سياق
الحديث وهو المراد تشبيهه أو المُتحدَّث عنه، وما جاء ليوضح صفة فيه هو المشبه به.
2- في عملية المشابهة لا بدَّ من قرينة أو دليل لفظي أو معنوي عليها
كما مرّ في الأمثلة، لفظي مثل (في حضن أمها و بسيفه) والقرينة المعنوية الحال
وسياق الحديث.
3- الاستعارة التصريحية تأتي في كلمة واحدة والاستعارة المكنية تكون
في جملة أو في أكثر من كلمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/