هَلُمَّ جَرَّا
قَالَ المفضل: أي تَعَالوا على هِينَتكم
كما يسهل عليكم، وأصل ذلك من الجر في السَّوْق، وهو أن تترك الإبل والغنم ترعى في سيرها،
قال الراجز:لطالما جَرَرْتُكُنَّ جَرَّا … حتى نَوَى الأَعْجَفُ وَاسْتَمَرَّا
فَاليَوْمَ لَا آلُو الركاب شرّا
وأوّل من قَالَ ذلك المستطعمُ عَمْرو بن حمران الجَعْدِي زُبْداً وتامكاً، حتَّى قَالَ له عمرو: كلَاهما وتمراً فذهبت مثلاً ( راجع قصته).
واسم ذلك الرجل عائذ، وكان له أخ يُسمَّى جندلة، وهما ابنا يزيد اليشكري، ولمّا رجع عائذ قَالَ له أخوه جندلة:
أعائذُ لَيْتَ شَعْرِى أي أرضِ … رَمَتْ بك بعد ما قَدْ غِبْتَ دَهْرَا
فلم يَكُ يُرْتَجِي لكم إيابُ … ولم نَعْرِفْ لدارك مُسْتَقَرَّا
فقد كان الفراقُ أذابَ جِسْمِي … وكان العيشُ بعد الصَّفْوِ كَدْرَا
وكم قاسَيْتُ عَائِذُ من فظيع … وكَمْ جاوَزْتُ أمْلَسَ مُقْشَعِرَّا
إذا جاوزتها اسْتَقْبَلْت أخرى … وأقود مُشْمَخِرّ النِّيقِ وَعْرَا
فأجابه عائذ، فَقَالَ:
أجَنْدَل كَمْ قَطَعْتُ إليكَ أرْضاً … يَمُوتُ بها أبو الأشْبَال ذُعْرَا
قَطَعْتُ وَلَا مِعَاتُ الآلِ تَجْرِي … وقد أوترت في الموماة كدرا
وَطَامِسَةُ المُتونِ ذَعَرْتُ فِيهَا … خَوَاضِبَ ذَاتَ أرْآلٍ وَغُبرَا
وإن جَاوَزْت مُقْفِرَةً رَمَتْ بي … إلى أخْرَى كَتِلْكَ هَلُمَّ جَرَّا
فَلَمَّا لَاحَ لي سَغَبٌ ولُوحٌ … وقد مَتَعَ النَّهَارُ لقيت عَمْرَا
فَقُلْتُ: فَهَاتِ زُبْداً أوْ سَنَاماً … فَقَالَ: كِلَاهُما وَتَزْادُ تَمْرَا
فَقَدَّمَ لِلْقِرَى شطبا وزبدا … وَظَلْتُ لَدِيهِ عَشْراً ثم عَشْرَا
فذهب قولُه مثلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/