مَاءٌ وَلَا كَصَدَّاءَ
قَالَ المفضل: صداء: رَكِيَّة لم يكن عندهم
ماءٌ أعذبُ من مائها، وفيها يقول ضِرَار السَّعْدِي:وَإنِّي وَتَهْيَامِى بزَيْنَبَ كالَّذِي … تَطَلَّبَ مِنْ أحْوَاضِ صَدَّاءَ مَشْرباَ
يريد أنّه لا يَصِلُ إليها إلا بالمُزَاحمة لفَرْط حسنها كالذي يَرِدُ هذا الماء فإنه يزاحم عليه لفَرط عذوبته.
قَالَ المبرد: يروى عن ابنة هانئ بن قبيصة أنّه لمّا قتل لَقِيط بن زُرَارة من دارم فتزوجها رجل مِنْ أهلها فكان لا يزال يراها تذكر لقيطاً، فَقَالَ لها ذاتَ مرة: ما استحسنت من لقيط؟ قَالَت كل أموره حَسَن، ولكني أحَدَّثُكَ أنه خَرَجَ إلى الصيد مرةً وقد ابتَنَي بي، فرجع إلي وبقميصه نَضْحٌ من دماء صيد، والمِسْكُ يَضُوع من أعطافه، ورائحةُ الشراب من فيه، فَضَمَّنِى ضمةً، وشَمَّني شَمة فليتني متُّ ثَمَةَ، قَالَ: ففعل زوجُها مثلَ ذلك ثم ضمها، وقَالَ لها: أين أنا من لقيط؟ قَالَت ماءٌ ولَا كصَدَّاء! ويروى على وزن حَمْرَاء، قَالَ الجوهريّ: سألت أبا علي - يعنى الفَسَوَى - فقلت: أهو فَعْلَاء من المضاعف؟ قَالَ نعم، وأنشدني قَولَ ضِرار بن عتبة السعدي:
كأنِّي من وَجْدٍ بِزَيْنَبَ هَائِمٌ … يُخَالِسُ مِنْ أحْوَاضِ صَدَّاءَ مَشْرَباً
يَرَى دُونَ بَرْدِ الماء هَوْلاً وَذَادَةً … إذا اشْتَدَّ صَاحُوا قَبْلَ أنْ يَتَجَنَّبَا
أي قبل أن يَرْوَى، وبعضهم يرويه بالهمز وسألت عنه رجلاً في البادية من بني سُلَيم فلم يهمزه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/