أتَتْك بحَائِنٍ رِجْلَاهُ
الحائن: الَّذِي دنا أَجلُه، ويُضْرب للرجل يسْعَى إِلَى الْمَكْرُوه حَتَّى يَقع فِيهِ.
1- كان المفضَّل يخبر بقائل هذا المثل فيقول: إنه الحارث بن جَبَلَة الغَسَّاني، قاله للحارث بن عيف العبدي، وكان ابنُ العيف قد هَجَاه، فلما غزا الحارث بن جَبَلة المنذرَ ابن ماء السماء كان ابن العيف معه، فقُتِل المنذر، وتفرّقت جموعُه، وأُسِرَ ابنُ العيف، فأتى به إلى الحارث بن جَبَلة، فعندها قال: أتتك بحائن رجلاه، يعني (مسيرَه مع المنذر إليه)، ثم أمر الحارث سيافه الدّلامص فضربه ضربةً دقت منكبه، ثم برأ منها وبه خَبَل، (نجا من الضربة ولكن أصابه الخبَل).
2- وقيل: أول مَنْ قاله عَبيدُ بن الأبْرَصِ
حين عَرَض للنعمان بن المنذر في يوم بُؤْسه (يوم في السنة يقتل مَنْ يقابله)، وكان
قَصده ليمدحه، ولم يعرف أنه يومُ بؤسه، فلما انتهى إليه قال له النعمان: ما جاء بك
يا عَبيد؟ قال: أتتك بحائن رجلاه، فقال
النعمان: هلّا كان هذا غَيْرَك؟ قال: الْبَلَايا على الْحَوَايا، فذهبت كلمتاه
مثلاً.
الْحَوِيَّةُ وَالسَّوِيَّةُ كِساء يُحْشى بالثُّمام ونحوه ويُدَار حول سَنام البعير، والْحَوِيَّة لا تكون إلا للجِمال، فأما السَّوِية فإنها تكون لغيرها (انتهى).
وجاء في الجمهرة للعسكري:
ويُروى هَذا الحَدِيث لَهُ مَعَ أبي كرب
الغساني وَكَانَ لَهُ فِي كل سنة يَوْم بؤس فَعرض لَهُ عبيد فِي يَوْم بؤسه فَقَالَ
لَهُ مَا تَقول يَا عبيد فَقَالَ (أتتك بحائن رِجْلَاهُ)
قَالَ ثمَّ مَاذَا قَالَ (من عز بز) قَالَ ثمَّ
مَاذَا قَالَ (لَا يرحل رحلك من لَيْسَ مَعَك)
قَالَ ثمَّ مَاذَا قَالَ (بلغ الْحِزاُم الطُّبْيَيْنِ)
فَذَهَبت كَلِمَاته أمثلاً، وأمر بِه فذُبح.
معنى الأمثال السابقة:
قال الميداني: البلايا تُسَاق إلى أصحابها على الْحَوْايا، أي لا يقدر أحد أن يَفِرَّ مما قُدِّرَ له،
و"بلغ الْحِزاُم الطُّبْيَيْنِ"
يعني تجاوز الأمرُ حدّه.
جاء في الجمهرة:
(لَا يرحل رحلك من لَيْسَ مَعَك)
أَي لَيْسَ مَعَك هَوَاهُ وَلَا لَهُ بك عناية وَنَحْوه قَوْلهم (أَسَاءَ كَارِه مَا
عمل).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/