شرح قصيدة رثاء البصرة لابن الرومي
ذادَ عنْ مُقلتي لذيذَ المنامِ ** * شُغْلُها عنه بالدموعَ السِّجامِ
أيُّ نومٍ مِنْ بعدِ ما حلَّ بالبصـــــــرةِ ما حلَّ مِنْ هَناتٍ عظامِ
أيُّ نومٍ من بعد ما
انتهك الزنــ جُ جِهاراً محارمَ الإسلام ؟
دخلوها كأنهم قطَعُ الليــ لِ إذا راحَ مُدْلهمَّ الظلامِ
كمْ رضيعٍ هناك قدْ فطموه بِشَبا السيف قبلَ حينِ الفطامِ
كم فتاةٍ مصونةٍ قد سَبَوْها بارزٌ وجهُها بغير لثامِ
ووجوه قد رمّلتها دماء بأبي تلكم الوجوه الدوامي
وُطِئت بالهوان والذل قسراً بعد طولِ التَّبجيلِ والإعظام
عَرِّجا صاحبيَّ بالبصرةِ الزّهـ راءِ تعريجَ مُدنَفٍ ذي سقامِ
فسألاها ولا جواب لديها لسؤالٍ ومن لها بالكلام؟
أين ضوضاء ذلك الخلق فيها أينَ أسواقُها ذواتُ الزِّحامِ
أين فلكٌ منها وفلكٌ إليها منشآت في البحر كالأعلام
بل ألمّا بساحةِ المسجدِ الجا مع إن كنتما ذَوَيْ إلمامِ
أين فِتيانُهُ الحسانُ وجوهاً أين أشياخُهُ ذوو الأحلامِ؟
واحيائي منهمْ إذا ما التقينا وهُمُ عندَ حاكم الحكّامِ
انفروا أيها الكرامُ خِفافاً وثقالاً إلى العبيدِ الطَّغامِ
إنْ قعدتمْ عنِ العينِ فأنتمْ شركاءُ العينِ في الآثامِ
لا تُطيلوا المقامَ عن جنةِ الخلـدِ فأنتمْ في غيرِ دارِ مُقامِ
-------------------------------
1- ابن الرومي : هو أبو الحسن علي بن العباس بن جُريج الرومي ولد في بغداد سنة 835م – وتوفي سنة 896م عاش في العصر العباسي وبرع في غرض الوصف.
معاني المفردات:
دخلوها كأنهم قطَعُ الليــ لِ إذا راحَ مُدْلهمَّ الظلامِ
كمْ رضيعٍ هناك قدْ فطموه بِشَبا السيف قبلَ حينِ الفطامِ
كم فتاةٍ مصونةٍ قد سَبَوْها بارزٌ وجهُها بغير لثامِ
ووجوه قد رمّلتها دماء بأبي تلكم الوجوه الدوامي
وُطِئت بالهوان والذل قسراً بعد طولِ التَّبجيلِ والإعظام
عَرِّجا صاحبيَّ بالبصرةِ الزّهـ راءِ تعريجَ مُدنَفٍ ذي سقامِ
فسألاها ولا جواب لديها لسؤالٍ ومن لها بالكلام؟
أين ضوضاء ذلك الخلق فيها أينَ أسواقُها ذواتُ الزِّحامِ
أين فلكٌ منها وفلكٌ إليها منشآت في البحر كالأعلام
بل ألمّا بساحةِ المسجدِ الجا مع إن كنتما ذَوَيْ إلمامِ
أين فِتيانُهُ الحسانُ وجوهاً أين أشياخُهُ ذوو الأحلامِ؟
واحيائي منهمْ إذا ما التقينا وهُمُ عندَ حاكم الحكّامِ
انفروا أيها الكرامُ خِفافاً وثقالاً إلى العبيدِ الطَّغامِ
إنْ قعدتمْ عنِ العينِ فأنتمْ شركاءُ العينِ في الآثامِ
لا تُطيلوا المقامَ عن جنةِ الخلـدِ فأنتمْ في غيرِ دارِ مُقامِ
-------------------------------
1- ابن الرومي : هو أبو الحسن علي بن العباس بن جُريج الرومي ولد في بغداد سنة 835م – وتوفي سنة 896م عاش في العصر العباسي وبرع في غرض الوصف.
معاني المفردات:
ميّلا : عرجا - الزهراء
: المشرقة - ذي سقام : صاحب مرض - ذوات : صاحبات
- منشآت : مرتفعات - خفافاً
: نشطاء أغنياء - ثقالاً : ضعفاء فقراء
- منشآت : مرتفعات
مقلتي : عيني – كم : خبرية
للعدد – وُطئت : ديست بالنعل – التبجيل : الاحترام
- الإعظام : التعظيم – الهوان
: الذل – اللعين : زعيمهم – سبوها : أسروها
- المنام : مصدر ميمي بمعنى
النوم
المشتقات
-الصفة المشبهة : لذيذ - الزهراء
: الحسان - خفاف : ثقال -
- اسم
الفاغل : مُدلهِم ، بارز - اسم المفعول : مصونة - اللعين :بمعنى الملعون
- المَقام :اسم مكان
مفردات وجموع
مقلة : مُقل - محارم :
محرمة - رضيع : رُضّع - الزهراء : الزهراوات
- ذوات : ذات - فتيان : فتى - الحسان : الحسن - الطغام : الطغامة –
مُقام : إقامة مصدر ميمي
2- مناسبة القصيدة :
احتلال الزنج مدينة البصرة سنة 257هـ وعاثوا فيها فساداً من تدمير وتخريب وترويع أهلها بقيادة زعيمهم علي بن محمد وهم عبيد يتصفون بشدة الفقر ويعيشون في أهواز البصرة واستطاع العباسيون القضاء عليهم بعد أربعة عشر عاماً
احتلال الزنج مدينة البصرة سنة 257هـ وعاثوا فيها فساداً من تدمير وتخريب وترويع أهلها بقيادة زعيمهم علي بن محمد وهم عبيد يتصفون بشدة الفقر ويعيشون في أهواز البصرة واستطاع العباسيون القضاء عليهم بعد أربعة عشر عاماً
3- الفكرة العامة للنص :
يصف ابن الرومي ما حلّ بالبصرة من خراب ودمار للمدينة وما ارتكبوه من جرائم فظيعة
يصف ابن الرومي ما حلّ بالبصرة من خراب ودمار للمدينة وما ارتكبوه من جرائم فظيعة
ويشيد الشاعر بمكانة البصرة قبل تدميرها
ويطلب من المسلمين الثأر لمدينتهم وإخوانهم
4- عاطفة الشاعر في النص : هي ( إنسانية صادقة )
5- الغرض
من القصيدة : ( رثاء المدن ) وهو
نوع جديد من الرثاء ظهر في العصر العباسي.
الأفكار والمعاني :
أ – أرق الشاعر وقلقه ( عاطفة
الحسرة و الألم ) الأبيات من 1- 4
1- يبين الشاعر السبب الذي أبعد النوم عن عينيه وهو انشغال عينيه بانسكاب الدموع.
2- سبب أرق الشاعر هو ما حلّ بالبصرة من
شر وفساد عظيم.
3- وبين سبب آخر وهو انتهاك الزنج لمحارم
المسلمين جهارأّ نهاراّ.
4- وصف دخول الزنج السود البصرة بأعداد كبيرة
تشبه شدة سواد الليل المظلم.
ب – فظائع الزنج
ووحشيتهم ( عاطفة الكراهية للزنج )
الأبيات من 5 – 8
5 – يصور مدى وحشية الزنوج بقتلهم الأطفال
الرضع بدون رحمة ولا رأفة
6-
الاعتداء على النساء العفيفات الطاهرات وأسرهن وكشف القناع عن وجوههن
بهمجية ووحشية
7- اختلطت وجوه القتلى بالرمال لتشويهها أفديها بأبي تلك الوجوه التي
تنزف دماّ .
8- داسوا تلك الوجوه الشريفة بأقدامهم غصباً
وإكراهاً وألحقوا بها الذل بعد ما كانت تلاقي الاحترام والتعظيم ويبين الشاعر سبب هذا الاحترام في الأبيات التي تليها.
ج- صور الحضارة الزاهرة
في البصرة قبل تدميرها ( عاطفة الزهو والإعجاب ) الأبيات من 9- 15
9- يتخيل الشاعر شخصين
يطلب منهما في طريقهما أن يميلا على البصرة المشرقة المزدهرة بالعمران ويشاهدا ما لحقها من خراب ودمار ميل المريض
الحزين ( يتخيل اثنين على عادة شعراء
الجاهلية )
10- يطلب منهما أن يسألا البصرة عن حالها فلن
يجدا ما يجيبهما من أحد
11- يتساءل في حيرة عما كانت عليه من حضارة
مشرقة تعجّ بالضوضاء من كثرة الخلق خاصة في أسواقها التجارية المزدحمة
12- كان ميناؤها مليئاّ بالفلك والبواخر
الراسية على شواطئها كالجبال الشامخة
13- اذهبا إلى المسجد الكبير فيها لتريا
الأعداد الكبيرة من المصلين من مختلف الأجناس في باحة المسجد
14- لم
يبق أحدٌ بالمدينة فقد هلكوا جميعاّ من
فتيان حسان الوجوه وشيوخ أصحاب عقول راجحة
15-
يندب الشاعر حياته ويبكيها على ما سيلحقها من مساءلة أمام الله عند لقاء
شهداء البصرة يوم القيامة لأنه لم يستطع نصرتهم
د- الدعوة للجهاد و
الثأر للبصرة ( عاطفة الحماسة الدينية ) الأبيات من 16- 18
16- أسرعوا لقتال العدو جميعاً واخرجوا للجهاد
في سبيل الله
17- ومن يتخلف عن ذلك منكم فهو مشاركهم في
الإثم والعدوان
18- لا تتأخروا عن الجهاد لأنه من أبواب الجنة
ولا ترغبوا الإطالة في الدنيا الفانية
الأساليب :
تنوع الأساليب تدل على شدة انفعال الشاعر من
لهفة وندب وفجيعة ...
*
الترادف للتوكيد مثل : الهوان والذل
. والغرض من الأسلوب الخبري تقرير المعاني وتوكيدها
أ- الأسلوب الخبري مثل ( الأبيات 5-6-7-8 ) في وصف فظائع الزنج
وصفاّ واقعياً،
( الوصف والفخر من الأغراض التي يناسبها الأسلوب الخبري).
( الوصف والفخر من الأغراض التي يناسبها الأسلوب الخبري).
ب – الأساليب الإنشائية :
1- الاستفهام ( أيُّ
نوم – أين ضوضاء – أين فلك – أين فتيانه –
أين أشياخه ) الغرض منها : الأسى و الحسرة.
( ومن
لها بالكلام ) الغرض الدهشة.
2- الأمر ( عرّجا –
فاسالاها – ألمّـا ) الغرض منها
الالتماس ـــ والأمر ( انفروا )
للنصح.
3- النهي ( لا تطيلوا )
للنصح والرشاد.
4 - النداء ( أيها
الكرام - صاحبيّ ) للتعظيم وحذف أداة النداء للتقريب.
5 – الدعاء ( يأبي تلكم
الوجوه الدوامي ).
التصوير الفني : -
1- التشبيه ( كأنهم فطع الليل ) تشبيه مفرد ،
يوحي بكثرة العدد وكثافته
( فلك ... كالأعلام ) نوعه : تشبيه مفرد
يوحي بضخامة السفن
( عرّجا .... تعريج مدنف ) تشبيه بليغ ،
يوحي بالحزن والألم.
2- الاستعارة المكنية :
*( فطموه بشبا السيف .. ) شبه شبا السيف
بالمرأة التي تفطم طفلها وحذ المشبه به ودل عليه الفطام توحي ببشاعة الجرم.
*( وُطئت بالهوان والذل ) شبه الهوان بالنعل(
الحذاء ) وحذف المشبه به ودل عليه كلمة وطئت توحي بشدة الذل والإهانة
3- الكناية : منها (
ذاد عن مقلتي ..) تدل على القلق والأرق والهموم.
*-( انتهك الزنج جهاراً ) تدل على التبجح و عدم الاكتراث بما يجري من مصائب
*-( انتهك الزنج جهاراً ) تدل على التبجح و عدم الاكتراث بما يجري من مصائب
*-(أين ضوضاء ... أين أسواقها ) تدل على
ازدهار الحركة التجارية
*- ( ألمّـا بساحة المسجد ) كناية عن كثرة
أعداد المصلين وكثرة الخلق في البصرة.
*(انفروا ..خفافا وثقالا) كناية عن
الاستعداد والتسلح – *( اللعين ) كناية عن زعيمهم.
*-( لا تطيلوا المقام ) كناية عن الجهاد في
سبيل الله.
*- ( دار المقام ) كناية عن الدنيا.
*- ( دار المقام ) كناية عن الدنيا.
3- المجاز المرسل : ( فاسالاها ) أي اسألا أهل
المدينة فجعل الشاعر السؤال للمدينة بدل الأهل والعلاقة بين الأهل والمدينة
المحلية والغرض : الإيجاز.
المحسنات البديعية :
* الطباق ( فاسالاها ولا جواب ) بين السؤال
والجواب - * ( أين فتيانه ...أين أشياخه ) الفتيان والشيوخ، وبين ( خفافاً وثقالاً ) الغرض : توضيح
المعنى وإبرازه
دلالات الألفاظ : * ( كم رضيع ) خبرية تدل على الكثرة
* ( محارم الإسلام ) تدل على الثأر
والثورة على الغاصبين
* ( قد رملتها دماء ) تدل على تشويه
الوجوه الكريمة العزيزة
الاقتباس من القرآن
الكريم :
*- ( كأنهم قطع الليل ) مقتبس من قوله تعالى : " كأنما أُغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً.
*- ( كأنهم قطع الليل ) مقتبس من قوله تعالى : " كأنما أُغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً.
*-( انفروا أيها الكرام خفافاً وثقالا
) مقتبس من قوله تعالى : " انفروا خفافاً وثقالاً "
*-( منشآت في البحر كالأعلام ) مقتبس من قوله
تعالى : " وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام.
وهذا يدل على تأثر الشاعر بالقرآن الكريم
وسعة ثقافته الإسلامية.
الوزن والموسيقا :
*- من البحر الخفيف ( فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
)
- حرف
الروي الميم المشبعة بالكسر والألف الطويلة قبل حرف الروي ( السجام ، عظام ،
الإسلام و ..
- التكرار
الصوتي مثل : حرف الألف في القصيدة
يصاحبه نغمة حزينة وصوت شجي يناسب المأساة.
- تكرار حرف الميم في البيتين الأخيرين
- تكرار الألفاظ : مثل : ( أي نوم ) تكرار
كلمة ( أين - كم )
*- يمثل النص صورة حركية حية للبصرة تشتمل على الصور الجزئية من تشبيه واستعارة
...
السمات الفنية أو ( الخصائص الأسلوبية للنص ) :
1- واقعية الوصف
والتصوير. - 2- استعمال الأساليب الإنشائية
بكثرة.
3 – الموسيقا الهادئة في النص. 4- استقصاء
المعاني والإحاطة بها.
5- تدور حول موضوع واحد.
------------------------------
إعراب كلمات متفرقة
------------------------------
إعراب كلمات متفرقة
1- ( عرجا – ألمِّـا – اسألاها ) كل منها فعل
أمر مبني على حذف النون لاتصاله بألف الاثنين، والألف ضمير مبني في محل رفع فاعل – والهاء
في اسألاها في محل نصب مفعول به.
2- ذي سقامٍ : نعت مجرور بالياء من الأسماء
الخمسة وهو مضاف وسقام مضاف إليه مجرور بالكسرة.
3- كنتما : كان فعل ماضي ناسخ مبني على السكون
لاتصاله بضمير المخاطبَين وهو في محل رفع
اسم كان.
ذوي : خبر كان منصوب بالياء لأنه ملحق
بالمثنى ( ذو ) وحذفت نونه للإضافة.
إلمـامٍ : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
4 – أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم وجوباً.
أشياخه : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف
والهاء ضمير مبني على الضم في محل جر مضاف إليه
ذوو : نعت مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع
المذكر السالم وحذفت نونه للإضافة.
5- لا تطيلوا : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية
وعلامة جزمه حذف النون من الأفعال الخمسة وواو الجماعة في محل رفع فاعل
المقامَ : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
6- تعريجَ : مفعول مطلق للفعل عرجا منصوب
بالفتحة الظاهرة وهو مضاف ومدنفٍ مضاف إليه
7- بارزٍ : نعت لفتاة مجرور بالكسرة - وجهُها :
فاعل مرفوع بالضمة لاسم الفاعل بارز والهاء في محل جر مضاف إليه.
ياريت يا اخواتي تكون القصيدة كاملة
ردحذفشرح جميل ومفيد جدا بس ناقصه القصيدة
ردحذفلماذا لاتفتح قصيدة فتح عموريه
ردحذفوضح السؤال.. قصيدة فتح عمورية في مشاركة أخرى
حذف