رجل من أهل الجنة

رجل من أهل الجنة
بينما نبيُّ الله محمد صلى الله عليه وسلم جالسٌ معَ أصحابِه في المسجد ينتظرون الصلاةَ، فإذا به يقول لِمَنْ حوله: (يطلُعُ عليكم الآنَ رجلٌ من أهل الجنة)، فأخذ الصحابة يتلفتون ليروا هذا الرجل الذي شهد له رسول الله بدخول الجنة، عسى مَنْ يكون ذلك، فإذا بالرجل يقدم فعرفوه.
وفي اليوم التالي كذلك، (يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة)، فُجِئوا بالرجل هو نفسه، وفي اليوم الثالث حدث ما حدث بالأمس فانتظر الصحابة في شوق من يكون الرجل هذه المرة فأخذوا يتفقدون بعضهم كلما افتقدوا واحداً ظنوا أنه المقصود، فإذا بالرجل يطلع عليهم وكأنهم لم يصدقوا ما يروا بأعينهم، الرجل نفسه يشهد له النبي ثلاثة أيام متتالية بالجنة.
  عبد الله بن عَمرو بن العاص (رضي الله عنهما) تبع الرجل إلى بيته وجلس في ضيافته ثلاثة أيامٍ ليرى عن كثَب ماذا فعل هذا الرجل حتى يشهد له الرسول بالجنة؟! ؛ لكنّ ابْنَ عَمرو لمْ يلْحظْ على الرجل جليلَ عملٍ.  
  وفي اليوم الثالث سأل الرجلُ ابْنَ عَمرو عن حاجته، فقال له: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات يشهد لك بدخول الجنة، فقال: كما ترى لا شيء غير أنّني إذا آويتُ إلى فراشي أُسقِطُ حقي عن كلِّ مَنْ أساء إليَّ علمتُه وما لم أعْلمْه.
  وهذا هو أعلى درجات الإحسان كما قيل: (ليس الإحسانُ أنْ تُحسِنَ إلى مَنْ أحسنَ إليك ولكنّ الإحسانَ أنْ تُحسنَ إلى مَنْ أساء إليك).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/

جميع الحقوق محفوظه © الإشراق1

تصميم الورشه