من أمثال وحكم العرب

 طائفة من الأمثال والحكم 
*-‌إِنَّكَ ‌لا ‌تَجْنِي ‌مِنَ ‌الشَّوْكِ ‌العِنَبَ
أي: لا تجد عند ذي المَنْبِتِ السوء جميلاً، والمثلُ من قول أكْثَم، يقال: أراد إذا ظُلمتَ فاحذر الانتصار فإنَّ الظلمَ لا يَكْسِبُكَ إلا مثلَ فعلك.  
*-خيْرُهُ فِي جَوْفِهِ 
أي إنك تَحْقِرُه في المَنْظَر، وتأتيك أنباؤه بغير ذلك.
يضرب لمن تَزْدَريه وهو يُجاذبك.
*-أخَفُّ مِنْ فَرَاشَةٍ
الفَرَاشة أكبر من الذباب الضخم، فإن أخَذْتَها بيدك صارت بين أصابعك مثل الدقيق، قال الشاعر:
سَفَاهَةُ سِنَّوْرٍ وحِلْمُ فَرَاشَةٍ … وَإنَّكَ مِنْ كَلْب المهارش أجْهَلُ
*-أَجْهَلُ مِنْ ‌فَرَاشَةٍ
لأنها تطلب النار فتُلْقِي نفسها فيها
 *-أطْيَشُ مِنْ ‌فَراشَةٍ.
لأنها تُلْقِى نفسَهَا في النار
*-أّخُوكَ ‌مَنْ ‌صَدَقَكَ النَّصِيحَةَ
يعني النصيحة في أمر الدين والدنيا: أي صدقك في النصحية، فحذف "في" وأوصل الفعل، وفي بعض الحديث "الرجُلُ مِرْآة أخيه" يعني إذا رأى منه ما يكره أخْبَره به ونهاه عنه، ولا يوطئه العَشْوَة.
*-خَيْرُ الأُمُورِ أوْسَاطُها 
يضرب في التمسك بالاقتصاد.
قال أعرابيُّ للحَسَن البصري: عَلِّمني دينا وَسُوطا، لا ذاهبا فَرُوطاً، ولا ساقطاً سَقُوطاً، فقال: أحسنتَ يا أعرابي، ‌خيرُ ‌الأمور ‌أوساطها.
وفي الجمهرة: وَلَا نعلم فِيمَا رُوِيَ فِي التَّوَسُّط أحسن من قَول عَليّ رَضِي الله عَنهُ عَلَيْكُم بالنمرقة الْوُسْطَى فإليها يرجع الغالي وَبهَا يلْحق التَّالِي.
النمرقة: الوسادةُ الصغيرةُ.
‌*-خَيْرُ ‌الغِنَى القُنُوعُ، وَشَرُّ الفَقْرِ الْخُضُوعُ.
قاله أوس بن حارثة لابنه مالك، قالوا: يراد بالقُنُوع القَنَاعة، والصحيح أن القُنُوع السؤال والتذلل للمسألة، يقال: قَنَعَ - بالفتح - يَقْنَعُ قُنُوعاً.
والقانع: الراضي، قال لبيد:
فمنهم سَعِيدٌ آخِذٌ بنَصِيبه … ومنْهُمْ شَقِيٌّ بالمعيشة قَانِعُ
قال: ويجوز أن يكون السائلُ سمى قانعاً لأنه يرضى بما يُعْطَى قل أو كثر، فيكون معنى القناعة والقنوع راجعا إلى الرضا.
*-خيْرُ الغَدَاءَ بَوَاكِرُهُ، وَخيرُ العَشَاءَ بَوَاصرُهُ
يعني ما يبصر فيه الطعام قبل هجوم الظلام.
*-المْكْثَارُ كَحَاطِبِ لَيْلٍ
هذا من كلام أكْثمَ بن صَيْفي.
قَالَ أبو عبيد: وإنما شبه بحاطب الليل لأنه ربما نَهَشَته الحية ولدغته العقرب في احتطابه ليلاً، فكذلك المكثار ربما يتكلم بما فيه هلَاكه.
يضرب للذي يتكلم بكل ما يهجس في خاطره.
*-غَيْضٌ مِنْ فَيْضٍ
أي قليل من كثير. الغيض: النقصان، والفيض: الزيادة، يُقَال: غاض يغِيْضُ غَيْضاً، ومثله فاض.
*-العِتَابَ قَبْلَ العِقَابِ
يروى بالنصب على إضمار استعمل العتاب وبالرفع على أنه مبتدأ، يقول: أصلِح الفاسدَ ما أمكن بالعتاب، فإن تعذَّر وتعسَّر فبالعقاب.
*-عَصَا الْجَبَانِ أَطْوَلُ
عَصا ‌الجبان ‌اطول إِنَّمَا يطولها ليهول بهَا وليكون أبعد من عدوه إِن ضربه بهَا.
جاء في الجمهرة:
وَذَلِكَ أَن الجبان يرى أَن طول الْعَصَا أرهب لعَدوه وَأبْعد لَهُ من أَذَاهُ إِذا قاومه يضْرب مثلا لمن يرهب ويهدد وَلَيْسَ عِنْده نَكِير وَلما كَانَ يَوْم الْيَمَامَة رأى خَالِد بن الْوَلِيد أَهلهَا خَرجُوا إِلَى الْمُسلمين وَقد جردوا سيوفهم
قبل الدنو مِنْهُم فَقَالَ لأَصْحَابه أَبْشِرُوا فَإِن إبراز السِّلَاح قبل اللِّقَاء فشل فَسَمعَهَا مجاعَة بن مرَارَة الحنفي وَكَانَ موثقًا عِنْده فَقَالَ كلا أَيهَا الْأَمِير وَلكنهَا الهندوانية وَهَذِه غداةٌ باردةٌ فخشوا تحطمها فأبرزوها للشمس لتلين متونها فَلَمَّا تدانى الْقَوْم قَالُوا إِنَّا نعتذر إِلَيْك يَا خَالِد وَذكروا مثل كَلَام مجاعَة ثمَّ قَاتلُوا قتالاً شَدِيداً لمْ يُرَ مثلُه.
*-الْحَلِيم مَطِيَّة الجهول  
أي الحليمُ يتوطأ للجاهل فيركبه بما يريد، فلا يجازيه عليه كالمطية.
يضرب في احتمال الحليم.
وجاء في الجمهرة:
مَعْنَاهُ أَن الْحَلِيم يحْتَمل جهل الجهول وَلَا ينتصف مِنْهُ وَمِمَّا يجْرِي مَعَ ذَلِك وَإِن لم يكن مِنْهُ قَول النَّابِغَة: (فَإِن مَطِيَّة الْجَهْل الشَّبَاب)
وَقيل لبَعْضهِم مَا الْحلم قَالَ الذل تصبر عَلَيْهِ.
*-الخَيْلُ مَيَاَمِينُ
قالوا: إن جرير بن عبد اللَه حين نافَرَه القضاعي أتى بفَرَسٍ فركبه من قِبَلِ وَحْشِيِّه، فقال له القضاعي: اسْتٌ لم تُعَوّد المِجْمَرَ، فقال جرير: ‌الخيلُ ‌ميامين، فذهبت مثلاً.
جاء في الجمهرة:
يضْرب مثلا للشَّيْء تحمده من أَي جِهَة جِئْته
وَأَصله أَن رجلا من بجيلة نافس الفرافصة بن الْأَحْوَص الْكَلْبِيّ فَأتي البخلي بفرس فَركب من وحشيه فَقَالَ الفرافصة (است لم تعود المجمر) فَقَالَ البَجلِيّ (‌الْخَيل ‌ميامين) أَي من أَي جَانب جِئْتهَا فَهُوَ يَمِين.
*-المَعاذِرُ مَكاَذِبُ
*-لِكُلِّ سَاقِطَةٍ لاقِطَةٌ
لكل كلمةٍ رديئةٍ دنيئةٍ مُتحفِّظٌ، قَال الأَصمَعي وغيره: الساقطة الكلمة يسقط بها الإنسان، أي لكل كلمة يخطئ فيها الإنسان مَنْ يتحفَّظها فيحملها عنه، وأدخل الهاء في "لاقطة" إرادة المبالغة، وقيل: أدخلت لازدواج الكلام.
يضرب في التحفظ عند النطق. وقَال ثعلب: يعنى لكل قَذر فَدِرٌ (الفدر - بفتح الفاء وكسر الدال المهملة، بزنة كتف - الأحمق.)
وقيل: أراد لكل كلمة ساقطة أذنٌ لاقطه؛ لأن أداة لَقْطِ الكلام الأذُنُ.
*-كالمُسْتَغِيثِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بِالنَّار
يضرب لمن هرب من خلة مكروهة فوقع في أِشد منها،
أو للرجل يفر من الْأَمر إِلَى مَا هُوَ شَرّ مِنْهُ وقَال الشاعر:
المستجير بعمرو عند كربته … كالمستجير من الرمضاء بالنار
ويُروَى (المستغيث).
*-كَفَرَسَىْ رِهَانٍ أو هما كرُكْبَتَي الْبَعِير
قال أبو هلال العسكري: يضْرب للمتساويين في الخير أو الشر
وَيُقَال فِي الذم خَاصَّة (هما زندان فِي وعَاء) إِذا كَانَا متساويَيْن فِي الخِسّة والدناءة.
*-مِنْ مأمَنِهِ يؤتَى الحَذِرُ
هذا المثل يُرْوَى عن أكْثَمَ بن صيفي التميمي، أيْ أنَّ الحَذَرَ لَا يدفعُ عنه ما لَا بد له منه، وإن جَهِدَ جَهْده، ومنه الحديث "‌لَا ‌ينفَعُ ‌حَذَرٌ ‌مِنْ ‌قَدَرٍ".  
‌*-أمرْعْتَ ‌فانْزِلْ
يُقَال "أمْرَعَ الوادى" و "مَرُع" بالضم - أي كثر كَلَؤه، و"أمْرَعَ الرجلُ" إذا وجَد مكاناً مَرِيعاً.
يضرب لمن وقَع في خِصْب وسَعَة ومثله "أعْشَبْتَ فَانْزِلْ".
*-أَعْطِ القَوْسَ بارِيَهَا
أي اسْتَعِنْ على عملك بأهل المعرفة والحِذقَ فيه، ينشد:
يَا بَارِيَ الْقَوْسِ بَرْياً لَسْتَ تُحْسِنُهَا … لَا تُفْسِدَنْهَا وَأعْطِ القَوْسَ بَارِيها
وفي الجمهرة:   
يَا باري الْقوس برياً لست تحكمه … لَا نظلم الْقوس ‌أعْط ‌الْقوس ‌باريها
وظلمه لَهَا إفساده إِيَّاهَا، وأصل الظُّلم وضع الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه.
‌*-أَعْذَرَ ‌مَنْ ‌أَنْذَرَ
أي مَنْ حَذَّرَك ما يحلُّ بك فقد أعذر إليك أي أي صار مَعْذُوراً عندك.
(بالغ في العذر).
وفي الجمهرة:
أَي أَقَامَ الْعذر من خوف قبل الْفِعْل، وَيُقَال أعذر الرجل إِذا بلغ أقْصَى الْعذر وَعذر إِذا قصر وَإِذا اعتذر وَلم يَأْتِ بِعُذْر، وَفِي الْقُرْآن: "وَجَاء المعذرون من الْأَعْرَاب".
*-وَقَعُوا في دُوكَةٍ وبوخ  
يروى بضم الدال وفتحها وبوخ بالخاء والحاء، وهما الَاختلَاط، ومنه الحديث "فباتُوا يدُوكُونَ" أي باتوا في اختلَاط ودوران يضرب لمن وقع في شر وخصومة.
*-مَا حَكَّ ظَهْرِي مِثْلُ يَدِي 
 يضرب في ترك الَاتكال على الناس، وفي اعتناء الرجل بشأن نَفسه.
*-ماتَ حَتْفَ أنْفِهِ
ويروى "حَتْفَ أنْفِيَه" و "حَتْفَ فِيْهِ" أي مات ولم يُقْتل، وأصلُهُ أن يموت الرجل على فراشه فتخرج نفسه من أنفه وفمهِ قَالَ خالد بن الوليد عند موته: لقد لقيتُ كذا وكذا زَحْفَاً، وما في جسدي موضعُ شِبْرٍ إلَا وفيه ضربة أو طعنه أو رَمْيَة، وها أنا ذا أموتُ حَتْفَ أنْفِي كما يموت العَيْرُ فلَا نامَتْ أعْيُنُ الجُبَنَاء.
*-ماَ يَعْرفٌ قَبِيلاً مِنْ دَبيرٍ 
القَبيل: ما أقبل به على الصَّدْر، من القبل، والدَّبير: ما أدبر عنه، وقَالَ الأصمعي: هو مأخوذ من الشاة المُقَابلة والمُدَابرَة، فالمقابلة: التي شُقَّ أذنها إلى قدام، والمُدَابَرَة التي شق أذنها إلى الخَلْف.
*-مَا يَعْرِفُ هِرّاً مِنْ بِرٍّ
قَالَ ابن الأعرابي: الهرُّ دُعَاء الغنم، والبر: سَوْقُها، ويُقَال: الهر اسم من هَرَرْتُه أي أكْرَهْتُه، والبراسم من بَرِرتُ به، أي لَا يعرف مَنْ يكرهه ممن يَبَرُّه، وقَالَ خالد بن كلثوم: الهر السَّنَّوْرُ، والبر الجُرَذ، وقَالَ أبو عبيدة: الهر من الهَرْهَرَة وهي صَوْتُ الضأن، والبر من البربرة وهى صوت المِغْزَى.
يضرب لمن يتناهَى في جهله.
*-ما يَعْرِفُ الحَوَّ مِنَ اللَّوِّ 
قَالَ بعضهم: أي الحقَّ من الباطل، وقَالَ بعضهم: الحوُّ سَوْقُ الإبل، واللَّوُّ: حبسها، ويروى "الحي من اللي" وقَالَ شمر: الحوُّ نَعَم، واللولَوْ، أي لَا يعرف هذا من هذا.
وفي المستقصى:
ويروى الحي من اللّي أي الْحق من الْبَاطِل وَقيل الْكَلَام الظَّاهِر من الخفي وَقيل الحي من الْمَيِّت وَقيل الإدارة من الفتل يُقَال حواه أداراه ولواه فتله
*-ما يُعْوَى ولَا يُنْبَحُ 
أي لَا يُعْتَدُّ به في خير ولَا شر لضعْفه، يُقَال: نَبَحَ الكلبُ فلَاناً، ونبح عليه، ولما كان النُّبَاح متعدياً أجرى عليه العُوَاء، فقيل ‌ما ‌يَعْوَى ‌ولَا ‌يُنْبَح ازدواجا أي لَا يكلم بخير ولَا بشر لاحتقاره، ويروى "‌ما ‌يَعْوِى ‌ولَا ‌يَنْبَحُ" على معنى لا يبشر ولَا يُنْذِر؛ لأن نُبَاح الكلب يبشر بمجيء الضيف وعُواء الذئب يؤذِن بهجوم شره على الغنم وغيرها.
قال الزمخشري: يضْرب لمن لَا يُعْتد بِهِ في خير وَلَا شَرّ.
*-ما كَلَّمْتُهُ إلَا كَحَسْوِ الدِّيكِ
يريدون السرعة، وقَالَ:
وَنَوْم كَحَسْوِ الدِّيكِ قَدْ بَاتَ صُحْبَتى … يَنَالُونَهُ فَوْقَ القِلَاصِ العَبَاهِلِ
قال الزمخشري: يضْرب للقليل المتقاصر.
*-كما تَدِينُ تُدَانُ 
أي كما تُجَازِي تُجَازَى، يعني كما تعمل تجازَى، إنْ حَسَناً فَحَسَنٌ وإن سيئاً فسيئ، يعني إن عملت عملاً حسناً فجزاؤك جزاء حسن، وإن عملت عملاً سيئاً فجزاؤك جزاء سيء.
وقوله "تدين" أراد تصنع، فسمى الابتداء جزاء للمطابقة والموافقة، وعلى هذا قوله تعالى: "فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم". ويجوز أن يجري كلاهما على الجزاء، أي كما تجازي أنت الناس على صنيعهم كذلك تُجَازَى على صنيعك، والكاف في "كما" في محل النصب نعتا للمصدر، أي تُدَان دينَاً مثلَ دَيْنِكَ.
قال الزمخشري: كَمَا تفعل يفعل بك.
*-لَبِسْتُ لَهُ جِلْدَ النَّمِرِ
يضرب في إظهار العداوة وكَشْفها، عن أبى عبيد
ويقَال للرجل الذي تَشَمَّر في الأمر لبس جِلْدَ النَّمِرِ.
وقَال معاوية ليزيدَ عند وفاته: تَشَمَّرْ كلَّ التَشَمُّرِ، والْبَسْ لأبن الزبير جلد النمر.
*-كَفَى بالشَّكَّ جَهْلاً
قَال أبو عبيد: يقول: إذا كنت شاكاً في الحقِ إنه حق فذلك جَهْل.
*-لَا يَضُرُّ السَّحابَ نُباَحُ الكِلَابِ
يُضرَب لِمَنْ يَنَالُ من إنسانٍ بما لا يضره.
*-عِنْدَ الرَّهَانِ يُعْرَفُ السَّوَابَق
يضرب للذي يَدَّعِي ما ليس فيه.
*-لا يَنْتطِحُ فِيهِ ‌عَنْزَانِ  
أي لا يكون له تَغْيير ولا له نكير.
*-لَا يأبى الكَرَامة إلَاّ حِمَارٌ
قَال المفضل: أولُ من قَال ذلك أميرُ المؤمنين علي رضي الله عنه، وذلك أنه دخل عليه رجلان، فرمى أحدهما بوِسَادتين، فقعَدَ أحدُهما على الوِسَادة، ولم يقعد الآخَر، فَقَال علي: اقْعُدْ على الوِسَادة، ‌لا ‌يأبَى ‌الكرامةَ ‌إلا ‌حمار، فقعد الرجل على الوسادة.
*-كانَ كُرَاعاً فَصَارَ ذِرَاعاً
يضرب للذليل الضعيف صار عزيزاً قوياً.
وهذا المثل يروى عن أبى موسى الأشعري قَاله في بعض القبائل ومثله:
كانَ عنْزَاً فَاسْتتَيْسَ.
*-مَنْ أكْثَرَ أهْجَرَ 
الإهجار: الإفحاش، وهو أن يأتي في كلامه بالفحش، والَهَجْرُ: الاسم من الإهجار، كالفُحْشِ من الإفْحَاش، سمى هُجْرَاً لهَجْر العقلَاء إياه
يضرب لمن يأتي في كلامه بما لَا يعنيه.
*-مَنْ اغْتَابَ خَرَقَ
الغيبةُ: اسم من الاغتياب كالحِيلَةِ من الاحتِيال، وهو أنْ تذكرَ الغائبَ عنك بسوء، والمعنَى ‌من ‌اغتاب ‌خَرَقَ ستْر الله، فإذا استغفر رَقَعَ ما خَرَقَ.
*-مَنْ نَجَا بِرأسِهِ فَقَدْ رَبِحَ 
يضرب في إبطاء الحاجة وتعذرها حتى يَرْضَى صاحبها بالسلامة منها.
قَالَ أبو عبيد: وهذا الشعر أراه قيل في ليالي صِفِّين:
الّليلُ دَاجٍ وَالكِبَاشُ تَنْتَطِحْ … نِطَاحَ أسْدِ مَا أُرَاهَا تَصْطَلِحْ
فَمَنْ نَجَا بِرَأسِهِ فَقَدْ رَبِحْ
*-لَوْلا الوِئَامُ لهَلَكَ الأنَامُ  
الوِئَام: المُوَافقة، يُقَال: واءَمْتُه مُوَاءمة ووئاماً، وهي أنْ تفعل مثلَ ما يفعل، أي لولا موافقة الناس بعضهم بعضاً في الصحبة والمعاشرة لكانت الهلكة، هذا قول أبى عبيد وغيره من العلماء، وأما أبو عبيدة فإنه يروى "لولا الوآم لهلك اللئام" وقَال: الوآم المباهاة، قَال: إنَّ اللِّئام ليسوا يأتُون الجميلَ من الأمور على أنها أخلاقهم، وإنما يفعلونها مُبَاهَاة وتشبيها بأهل الكرم، ولولا ذلك لَهَلَكُوا، ويروى "لولا اللئام لهلك الأنام" من قولهم "لَاءَمْتُ بينهما" أي أصْلَحْتُ، من الَّلأمُ وهو الإصلاح، ويروى "الَّلوم" بمعنى الملاومة من الَّلوْم.
*-مَوْلَاكَ وَإنْ عَنَاكَ
أي هو وإن جهل عليك فأنت أحقُّ مَنْ تحمَّل عنه، أي اسْتَبْقِ أرْحَامَكَ و "مولَاك" في موضع النصب، على التقدير احفظ أو رَاعِ مولَاك.
*-مَنْ أشْبَهَ أبَاهُ فَمَا ظَلَمَ
أي لم يَضَع الشَّبَهَ في غير موضعه؛ لأنه ليس أحدٌ أولى به منه بأن يشبهه، ويجوز أن يراد فما ظلم الأَبُ، أي لم يظلم حين وضع زَرْعَه حيث أدَّى إليه الشبه، وكلَا القولين حسن.
وفي الجمهرة: (يضْرب مثلا فِي تقَارب الشّبَه وَمَعْنَاهُ من أشبه أَبَاهُ فقد وضع الشّبَه فِي مَوْضِعه وَالظُّلم وضع الشيء فِي غير مَوْضِعه
والمثل قديمٌ وَحَكَاهُ كَعْب بن زُهَيْر فِي بعض شعره فَقَالَ:
وأشبهتُه مِن بَين مَنْ وَطِئ الْحَصَا…وَلم ينب عَنى شبه خالٍ وَلَا ابْن عَم
فَقلت شبيهاتٍ بِمَا قَالَ عالمٌ … بِهن وَمن يشبه أَبَاهُ فَمَا ظلم).
*-مَا أرْخَصَ الجَمَلَ لَوْلَا الهِرَّةُ
وذلك أن رجلاً ضلَّ له بعيرٌ، فأقْسَمَ لئن وجَده ليبيعَنَّهُ بدرهم، فأصابه، فَقَرَنَ به سِنَّوْراً وقَالَ: أبيعُ الجملَ بدرهم، وأبيعُ السِّنَّوْرَ بألف درهم، ولَا أبيعهما إلَا معاً، فقيل له: ‌ما ‌أرخصَ ‌الجملَ ‌لولَا ‌الهرة، فجرت مثلاً.
يضرب في النفيس والخسيس يقترنان.
*-ما أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَهْ
أي ما أشبَهَ بعضَ القوم ببعض. يضرب في تساوِي الناس في الشر والخديعة.
وتمثل به الحسنُ رضي الله عنه في بعض كلامه للناس.
وهو من بيت أولُه:
كُلُّهُمُ أرْوَغُ من ثَعْلَبٍ … ‌مَا ‌أشْبَهَ ‌الَّليْلَةَ ‌بِالبَارِحَهْ
وإنما خص البارحة لقُرْبِهَا منها، فكأنه قَالَ: ما أشبه الليلة بالليلة، يعنى أنهم في اللؤم من نصاب واحد، والباء في "البارحة" من صلة المعنى، كأنه في التقدير شيء يشبه الليلة بالبارحة، يُقَال: شبهته كذا وبكذا. يضرب عند تشابه الشيئين.
*-مَالَهُ هَارِبٌ وَلَا قَارِبٌ
قَالَ الخليل: القارب: طالبُ الماء ليلاً، ولَا يُقَال ذلك لطالب الماء نهاراً، ومعنى المثل ماله صادر عن الماء ولَا وارد، أي شيء، قَالَ الأَصمعي: يريد ليس أحد يهرب منه ولَا أحد يقرب إليه أي فليس له شيء.
*-‌إِذا ‌حككتُ ‌قرحَةً ‌أدميتُها
ويُروى نكأتها قَالَه عَمْرو بن الْعَاصِ وَذَلِكَ انه اعتزل النَّاس فِي آخر خلَافَة عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ فَلَمَّا بلغه قتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ انا ابو عبد الله ‌إذا ‌حككت ‌قرحَة ‌ادميتها يُرِيد انه كَانَ يظنّ ذَلِك فَكَانَ كَمَا ظن يضْربهُ الرجل الصَّادِق الحدس.
المصدر: (المستقصى) للزمخشري  
قال الميداني:
رُوِيَ عن عامر الشعبي أنه كان يقول: الدُّهاة أربعة: معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزِياد بن أبِيهِ.
‌‌*-بلغ السكين العظم
وبلوغ السكين العظم في القطع كناية عن بلوغ الأمر في الشدة نهاية وفي الصعوبة غاية، ومثله (‌‌بلغ السيل الزُّبَى)، ويُضرَب فيما جاوزَ الحدَّ.  
‌‌*-بالت عليه الثعالب
الثعالب جمع ثعلب. يضرب هذا المثل للشر الواقع بين القوم وفساد ما بينهم، ويقال في الشر يقع بين القوم وقد كانوا على صلح "بال بينهم الثعالب" و "فَسَا بينهم الظَّرِبَانُ" و "كسر بينهم رُمْح" و "يَبِسَ بينهم الثَّرَى" و "خريت بينهم الضبع"
المصدر: مجمع الأمثال 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/

  • ثور يضرب لما عافت البقر
    ثور يضرب لما عافت البقر

  • خطة بحث في النحو والصرف
    خطة بحث في النحو والصرف

  • إجابة تدريبات الممنوع من الصرف
    إجابة تدريبات الممنوع من الصرف

  • معلقة عنترة بن شداد كاملة
    معلقة عنترة بن شداد كاملة

  • كتابة الأعداد من ثلاثة إلى تسعة
    كتابة الأعداد من ثلاثة إلى تسعة

  • بحر الهزج علم العروض
    بحر الهزج علم العروض

  • ليت ‌حفصة من رجال أم عاصم
    ليت ‌حفصة من رجال أم عاصم

  • إِن ‌غداً ‌لناظره ‌قريب
    إِن ‌غداً ‌لناظره ‌قريب

جميع الحقوق محفوظه © الإشراق1

تصميم الورشه