التحذير من آفات اللسان

إنَّ الْبَلَاءَ مُوَكَّلٌ بالمَنْطِقِ

حسن اختيار الألفاظ، والكلمات الحسنة ذات المعاني الجميلة حتى لا يُبتلى الإنسان بكلامه.

قيل: احفظ لسانك أنْ تقولَ فتُبتلَى، إنّ البلاءَ موكّلٌ بالمنطق.

وقد قيل: (إنَّ الْبَلَاءَ مُوَكَّلٌ بالقولِ)

وقيل: احفظ لسانك أنْ تقولَ فتُبتلَى، إنّ البلاءَ موكّلٌ بالمنطق.

حكاية المثل في (مجمع الأمثال).

1- قال ابن عباس حدَّثني علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه لمّا أمِرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يَعْرِضَ نفسَه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر، فَدُفِعْنَا إلى مجلسٍ من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر وكان نَسَّابة فسَلَّم فردُّوا عليه السلام، فقال:

مِمَّن القوم؟ قالوا: من ربيعة.  

فقال: أمِنْ هامتها أمْ مِن لَهَازمها؟ قالوا: مِنْ هامتِها العُظمَى.  

قال: فأيُّ هامتِها العُظمى أنتم؟. قالوا: ذُهْلٌ الأكبر.  

قال: أفَمِنْكم عَوْف الذي يقال له لَاحُرّ بِوَادِي عَوْف؟ قالوا: لا.  

قال: أفمنكم بِسْطَام ذُو اللَّواء ومنتهى الأحياء؟. قالوا: لا؟.

قال: أفَمِنْكم جَسَّاس بن مُرَّةَ حامي الذِّمار ومانِعُ الجار؟ قالوا: لا.

قال: أفمنكم الحَوْفَزَان قاتِل الملوك وسالبها أنفَسها؟ قالوا: لا.

قال: أفمنكم المزدَلف صاحب العِمَامة الفَرْدة؟ قالوا: لا.

قال: أفأنتم أخوال الملوك من كِنْدَة؟ قالوا: لا.  

قال: فلستم ذُهْلا الأكبر، أنتم ذهل الأصغر.  

فقام إليه غلام قد بَقَلَ وَجْههُ يقال له دغفل، فقال:

إنَّ عَلَى سِائِلِناَ أنْ نَسْأَلَه … وَالْعِبْءُ لَا تَعْرِفُهُ أوْ تَحْمِلَهُ

يا هذا، إنك قد سألتنا فلم نكتمك شيئاً فمن الرجل أنت؟

قال: رجل من قريش.  

قال: بَخٍ بَخٍ أهل الشرف والرياسة، فمن أي قرش أنت؟ قال: من تَيْم بن مُرَّة.  

قال: أمْكَنْتَ والله الرامي من صفاء الثغرة،

أفمِنْكم قُصَيّ بن كلاب الذي جَمَعَ القبائل من فِهْر وكان يُدْعَى مُجَمِّعاُ؟ قال: لا.  

قال: أفمنكم هاشم الذي هَشَم الثريدَ لقومه ورجالُ مكة مُسْنتُونَ عِجَاف؟ قال: لا، قال: أفمنكم شَيْبَةُ الحمدِ مُطْعم طير السماء الذي كأن في وجهه قمراً يضيء ليل الظلام الداجي؟ قال: لا.  

قال: أفمن المُفِيضينَ بالناس أنت؟ قال: لا.  

قال: أفمن أهل النَّدْوَة أنت؟ قال: لا.  

قال: أفمن أهل الرِّفادة أنت؟ قال: لا.  

قال: أفمِنْ أهل الحِجَابة أنت؟ قال: لا.  

قال: أفمن أهل السِّقَاية أنت؟ قال: لا.  

قال: واجتذبَ أبو بكر زِمام ناقته فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال دغفل: صادَفَ دَرأ السيل دَرْأً يصدعُهُ، أما والله لو نبتَّ لأخبرتك أنك من زَمَعَات قريش أو ما أنا بدغفل، قال: فتبسَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال علي: قلت لأبي بكر: لقد وقَعْتَ من الأعرابي على باقِعَةٍ، قال: أجَلْ إن لكل طامة طامة، وإن البلاء مُوَكَّل بالمنطق.

2- قال الزمخشري:

‌الْبلَاء ‌مُوكل بالْمَنْطق تَبِع عبيد بن شرية جَنَازَة رجل من بني عذرة فَلَمَّا وُضِع فِي حفرته تنحى نَاحيَة وَعَيناهُ تَذْرِفَانِ وَثمّ حميم (صديق) للْمَيت لَا يَنْدَى جفْنُه فتمثلَّ بِأَبْيَاتٍ كَانَ يَرْوِيهَا فِي آخرهَا:

يبكي عَلَيْهِ غَرِيب لَيْسَ يعرفهُ … وَذُو قرَابَته فِي الْحَيّ مسرور

فَقَالَ لَهُ رجل عُذْري: كَانَ إِلَى جنبه هَل تعرف قَائِل هَذِه الأبيات؟. قَالَ لَا وَالله

فَقَالَ إِنّ قَائِلَها هَذَا المدفون (جبلة بن الحريث) وَأَنت الْغَرِيب الذي تبْكي عَلَيْهِ وَإِن هَذَا لذُو قرَابَته المسرور بِمَوْتِهِ فاستعجب عبيد وَقَالَ إِنّ ‌الْبلَاء ‌مُوكّل بالْمَنْطق.  

-يُضْرَب فِي كلمة يتَكَلَّم بهَا الرجل فَتكون باعثة للبلاء. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/

جميع الحقوق محفوظه © الإشراق1

تصميم الورشه