قصة الثعلب والضبع أم عامر

1- أكْرَهُ مِنَ خَصْلَتَى الضَّبُع

يضرب مَثَلاً للأمرين ما فيهما حظ يختار وأصل ذلك - فيما تزعم العرب - أنّ الضبع صادت مرة ثعلباً، فلما أرادت أنْ تأكله قَال الثعلب: مُنِّي على ‌أمِّ ‌عامرٍ، فَقَالت الضبع: قد خيرتُك يا أبا الحصين بين خصلتين، فاختر أيهما شِئت، فَقَال: الثعلب وما هما؟ فقالت الضبع: إمّا أنْ آكُلكَ، وإمّا أنْ أمزقك، فَقَال الثعلب وهو بين فكّي الضبع: أمَا تذكرين ‌أم ‌عامر يوم نكحتُك بهوب دابر؟ (وهو أرض غلبت الجن عليها، قَالوا وهو يجئ في أسماء الدواهي، كذا أورده حمزة، وقَال أبو الندى: هوت دابر، قلت: وبالحَرَى أن تكون هذه الرواية أصحّ )، فَقَالت الضبع: متى؟ وانفتح فوها (فمُها)، فأفلتَ الثعلب، فضربَت العرب بخصلتيها المثل، فَقَالوا: عَرَضَ علىَّ خصلتي الضبع، لما لا خِيار فيه (فِيمَا لَا خيرة فِيهِ لمُختار). 

2- كَمُجِيِرِ ‌أُمّ ‌عَامِرٍ

كان من حديثه أن قوماً خَرَجُوا إلى الصيد في يوم حار، فإنهم لكَذَلك إذ عَرَضَتْ لهم ‌أُمَّ ‌عامرٍ، وهي الضبع، فطَرَدُوها وأتبعهم حتى ألجؤوها إلى خِباء (خيمة) أعرابي، فاقتحمته، فخرج إليهم الأعرابي، وقَال: ما شأنكم؟ قَالوا: صَيْدُنا وطَريدتنا، فَقَال: كلّا، والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثَبَتَ قائمُ سيفي بيدي، قَال: فرجَعُوا وتركوه، وقام إلى لِقْحَةٍ فحلَبَهَا وماء فقرب منها، فأقبلت تَلِغُ مرةً في هذا ومرة في هذا حتى عاشت واستراحت، فبينا الأعرابي نائم في جَوْف بيته إذ وّثَبَتْ عليه فبَقَرَتْ بطنه، وشربت دَمَه وتركته، فجاء ابن عم له يطلبه فإذا هو بَقِيرٌ في بيته، فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها، فَقَال: صاحبتي والله، فأخذ قوسه وكنانته واتبعها، فلم يزل حتى أدركها فقتلها، وأنشأ يقول:

وَمَنْ يَصْنَعِ المَعْرُوفَ معْ غَيرِ أَهْلِهِ … يُلَاقَ الَّذي لَاقَى مُجِيرُ ‌امِّ ‌عَامِرِ

أدامَ لها حِينَ استَجَارَتْ بقُرْبِهِ … لها محْضَ ألبَانِ اللقَاحِ الدَّرَائِرِ

وَأَسْمَنَهَا حَتَّى إذَا مَا تَكَامَلَتْ … فَرَتْهُ بأنْيَابٍ لَهَا وَأظَافِرِ

فَقُلْ لِذِوِي المَعْرُوفِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ … بَدَا يَصْنَعُ المَعرُوفَ فِي غَيْرِ شَاكِرِ

المصدر: (مجمع الأمثال)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/

جميع الحقوق محفوظه © الإشراق1

تصميم الورشه