تقوى الله شعر الإمام الشافعي -1

 قال الإمامُ الشافعيُّ

تَقْوَى اللهِ

عليك بتقوَى الله إنْ كنْتَ غافلاً ** يأتيكَ بالأرزاقِ مِنْ حيثُ لا تدرِي

فكيفَ تخافُ الفقرَ واللهُ رازقا ** فَقَدْ رَزَقَ الطيرَ والحوتَ في البحرِ

ومَنْ ظنَّ أنَّ الرِّزْقَ يأتي بقوةٍ ** ما أكلَ العصفورُ شيئاً مَعَ النَّسْرِ  

تزولُ عَنِ الدُّنيا فإنَّك لا تدري ** إذا جنَّ عليك اللَّيلُ هَلْ تعيشُ إلى الفجرِ  

فَكمْ مِنْ صحيحٍ ماتَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ ** وَكَمْ مِنْ سَقِيْمٍ عَاشَ حِيناً مِنْ الدَّهْرِ   

وَكَمْ مِنْ فَتَىً أمْسَى وأصْبَحَ ضَاحِكاً ** وَأكْفَانُهُ فِي الغَيْبِ تُنْسَجُ وَهوَ لا يَدْرِي

وَكَمْ مِنْ صِغارٍ يُرتجَى طولُ عُمرِهمْ ** وَقَدْ أُدْخِلَتْ أجسامُهمْ ظُلمَةَ القَبْرِ  

وَكَمْ مِنْ عَروسٍ زَيَّنوها لِزَوْجِها ** وَقَدْ قُبِضَتْ أرواحُهُمْ ليلةَ القَدْرِ  

فمَنْ عاش ألفاً وَألفَيْنِ ** فلا بدَّ مِنْ يومٍ يسيرُ إلى القَبْرِ  

فَوَائِدُ السَّفَرِ

تَغَرَّبْ عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا   وَسافِرْ فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ

تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ    وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِدِ

وَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَمِحنَةٌ     وَقَطعُ الفَيافي وَاِكتِسابُ الشَدائِدِ

فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ     بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاسِدِ 

اَلصَّبْرُ الْجَمِيلُ

صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا       مَنْ رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِ نَجَا

مَنْ صَدقَ اللهَ لَمْ يَنلهُ أذَى        وَمَنْ رَجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَا 

وقال:  

الْمَرْءُ يَحْظَى ثُمَّ يَعْلُو ذِكْرُهُ    حَتَّى يُزَيَّنَ بِالَّذِي لَمْ يَفْعَلِ

وَتَرَى الْغَنِيَّ إِذَا تَكَامَلَ مَالُهُ    يُخْشَى وَيُنْحَلُ كُلَّ مَا لَمْ يَعْمَلِ

واعِظَ الناسِ

يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ   يا مَن يُعَدُّ عَلَيهِ العُمرُ بِالنَفَسِ

اِحفَظ لِشَيبِكَ مِن عَيبٍ يُدَنِّسُهُ    إِنَّ البَياضَ قَليلُ الحَملِ لِلدَنَسِ

كَحامِلٍ لِثِيابِ الناسِ يَغسِلُها   وَثَوبُهُ غارِقٌ في الرِّجْسِ وَالنَجَسِ

تَبغي النَجاةَ وَلَم تَسلُك طَريقَتَها   إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ

رُكوبُكَ النَعشَ يُنسيكَ الرُكوبَ عَلى    ما كُنتَ تَركَبُ مِن بَغلٍ وَمِن فَرَسِ

اَلْأَفْعَالُ قَبْلَ الْأَقْوَالِ

إِنَّ الفَقيهَ هُوَ الفَقيهُ بِفِعلِهِ     لَيسَ الفَقيهُ بِنُطقِهِ وَمَقالِهِ

وَكَذا الرَئيسُ هُوَ الرَئيسُ بِخُلقِهِ    لَيسَ الرَئيسُ بِقَومِهِ وَرِجالِهِ

وَكَذا الغَنِيُ هُوَ الغَنِيُ بِحالِهِ      لَيسَ الغَنيُّ بِمُلكِهِ وَبِمالِهِ

رَأيْتُ القنَاعَة َ رَأْسَ الغنَى      فصِرتُ بأَذْيَالِهَا مُمْتَسِكْ

فَلَا ذَا يَرَانِي عَلَى بابهِ      وَلا ذا يَرَاني بِهِ مُنْهمِكْ

فَصِرْتُ غَنِيّاً بِلا دِرْهَمٍ       أمُرُّ علَى النَّاسِ شِبْهَ المَلِكْ

مَنْ هُوَ الصَّدِيقُ؟

صَديقٌ لَيسَ يَنفَعُ يَومَ بُؤسِ   قَريبٌ مِن عَدوٍّ في القِياسِ

وَما يَبقى الصَديقُ بِكلِّ عَصرٍ    وَلا الإِخوانُ إِلّا لِلتَآسي

عَمَرتُ الدَهرَ مُلتَمِساً بِجُهدي     أَخا ثِقَةٍ فَأَلهاني اِلْتِماسي

تَنَكَّرَتِ البِلادُ وَمَن عَلَيها      كَأَنَّ أُناسَها لَيسوا بِناسي

الصَّدِيقُ الْوَفِيُّ

إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَةً     وَما العَيبُ إِلّا أَنْ أَكونَ مُسابِبُه

وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً     لَمَكَنتُها مِن كُلِّ نَذلٍ تُحارِبُه 

وَلَو أَنَّني أَسعى لِنَفعي وَجَدتَني    كَثيرَ التَواني لِلَّذي أَنا طالِبُه

وَلَكِنَّني أَسعى لِأَنفَعَ صاحِبي    وَعارٌ عَلى الشَبعانِ إِن جاعَ صاحِبُه 

الإعراضُ عَنِ السَّفِيه

أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِ السَّفيهِ     فَكُلُّ ما قالَ فَهُوَ فِيهِ

 ما ضَرَّ بَحرَ الفُراتُ يَوماً      إِنْ خَاضَ بَعضُ الكِلابِ فيهِ

 وقال الشافعي:

 إِذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلَا تَجِبْهُ      فَخَيرٌ مِنْ إِجابَتِهِ السُّكوتُ

 فَإِنْ كَلَّمتَهُ فَرَّجْتَ عَنْهُ        وَإِنْ خَلَّيْتَهُ كَمَدَاً يَمُوتُ

العيب فينا

* نَعِيْبُ زَمَانَنا وَالْعَيْبُ فِيْنَا    وَمَا لِزَمانِنَا عَيْبٌ سِوَانا

* وَنَهْجُو ذَا الزَّمَانِ بِغَيْرِ ذَنْبٍ   وَلَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ لَنا هَجَانا 

* وَلَيْسَ الذِئْبُ يَأْكُلُ لَحْمَ ذِئْبٍ   وَيَأكُلُ بَعْضُنا بَعضاً عَيانا 

الاستماع إلى القصيدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/

جميع الحقوق محفوظه © الإشراق1

تصميم الورشه