أقوال وحكم الإمام الشافعي
الدَّهرُ يومان
الدَّهْرُ يَوْمَانِ ذَا أَمْنٌ وَذَا خَطَرُ
** وَالْعَيشُ عَيْشانِ ذا صَفْوٌ وذا كَدَرُ.
أَمَا تَرى الْبَحْرَ تَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفٌ
** وَتَسْتَقِرُّ بِأَقْصَى قاعِهِ الدُّرَرُ.
وَفِي السَّمَاءِ نُجُومٌ لا عِدَادَ لَهَا
** وَلَيْسَ يُكْسَفُ إِلّا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ.
احْذَرْ مُعاشَرَةَ
النَّاس
1- لَمْ يَبقَ فِي النَّاسِ إِلّا المَكْرُ
وَالمَلَقُ ** شَوْكٌ إِذا لَمَسوا زَهْرٌ إِذا رَمَقوا
فَإِنْ دَعَتْكَ ضَرُورَاتٌ لِعِشْرَتِهِمْ
** فَكُنْ جَحِيماً لَعَلَّ الشَوْكَ يَحْتَرِقُ
2- كُنْ ساكِناً فِي ذَا الزَّمَانِ بِسَيْرِهِ
** وَعَنِ الْوَرَى كُنْ راهِباً فِي دَيْرِهِ.
وَاِغْسِلْ يَدَيْكَ مِنَ الزَّمانِ وَأَهْلِهِ
** وَاحْذَرْ مَوَدَّتَهُمْ تَنَلْ مِنْ خَيْرِهِ.
إِنّي اطَّلَعْتُ فَلَمْ أَجِدْ لِي صَاحِباً
** أَصْحَبُهُ فِي الدَّهْرِ وَلا فِي غَيْرِهِ.
فَتَرَكْتُ أَسْفَلَهُمْ لِكَثرَةِ شَرِّهِ
** وَتَرَكْتُ أَعْلاهُمْ لِقِلَّةِ خَيْرِهِ.
صَوْنُ النَّفْس
صُنِ النَّفْسَ وَاِحْمِلْها عَلى ما يَزِيِنُها
** تَعِشْ سَالِماً وَالْقَوْلُ فِيكَ جَمِيلُ.
وَلا تُرِيَنَّ النَّاسَ إِلّا تَجَمُّلاً
** نَبَا بِكَ دَهْرٌ أَوْ جَفَاكَ خَلِيلُ.
وَإِنْ ضَاقَ رِزْقُ الْيَومِ فَاِصْبِرْ
إِلَى غَدٍ ** عَسَى نَكَباتُ الدَّهْرِ عَنْكَ تَزُولُ.
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفْسِ إِنْ قَلَّ
مالُهُ ** ويَغْنَى غَنِيُّ الْمَالِ وَهُوَ ذَلِيلُ.
وَلا خَيْرَ فِي وُدِّ امْرِئٍ مُتَلَّوِّنٍ
** إِذَا الرِّيْحُ مَالَتْ مَالَ حَيْثُ تَمِيلُ.
جَوادٌ إِذَا اِسْتَغنَيْتَ عَنْ أَخْذِ مَالِهِ
** وَعِندَ احْتِمالِ الْفَقْرِ عَنْكَ بَخِيلُ.
فَمَا أَكْثَرَ الإِخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمُ
** وَلَكِنَّهُمْ فِي النَّائِباتِ قَلِيلُ.
فضل العلم
رَأَيْتُ الْعِلْمَ صاحِبُهُ كَرِيمٌ ** وَلَوْ وَلَدَتْهُ آباءٌ لِئامُ.
لَيْسَ يَزالُ يَرْفَعُهُ إِلَى أَنْ ** يُعَظِّمَ أَمْرَهُ الْقَوْمُ
الكِرامُ.
وَيَتَّبِعُونَهُ فِي كُلِّ حَالٍ ** كَرَاعِي الضَّأْنِ تَتْبَعُهُ السَوامُ.
فَلَوْلا الْعِلْمُ مَا سَعِدَتْ رِجَالٌ ** وَلا عُرِفَ الحَلَالُ وَلَا
الْحَرامُ.
أهميَّة
التَّعلُّم
تَعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُوْلَدُ
عَالِماً ** وَلَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وَإِنَّ كَبِيرَ الْقَوْمِ لَا عِلْمَ
عِنْدَهُ ** صَغِيرٌ إِذَا الْتَفَّتْ عَلَيْهِ الْجَحَافِلُ
وَإِنَّ صَغِيرَ الْقَوْمِ إِنْ كَانَ
عَالِماً ** كَبِيرٌ إِذَا رُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَحَافِلُ
2- أَخِي لَنْ تَنَالَ العِلمَ إِلّا
بِسِتَّةٍ ** سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ ** وَصُحْبَةُ
أُسْتاذٍ وَطُولُ زَمانِ
3- شَكَوتُ إِلى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي ** فَأَرْشَدَني
إِلَى تَرْكِ المَعاصِي
وَأَخْبَرَنِي بِأَنَّ العِلمَ نُورٌ ** وَنُورُ اللَهِ لا يُهْدَى لِعاصِي
1- حِفْظ
اللّسان
اِحْفَظْ لِسَانَكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ
** لَا يَلدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعْبَانُ
كَمْ فِي الْمَقابِرِ مِنْ قَـتِيلِ
لِسانِهِ ** كانَتْ تَهابُ لِقاءَهُ الأَقرانُ
2- حِفْظُ
السِّرِّ
إِذَا المَرْءُ أَفْشَى سِرَّهُ بِلِسانِهِ
** وَلامَ عَلَيْهِ غَيْرَهُ فَهُوَ أَحمَقُ
إِذَا ضَاقَ صَدْرُ المَرْءِ عَنْ سِرِّ نَفْسِهِ ** فَصَدْرُ الَّذِي يُسْتَوْدَعُ السِرَّ أَضْيَقُ
الأيَّامُ دُوَلٌ
تَمُوتُ الأُسْدُ فِي الْغابَاتِ جَوْعاً
** وَلَحْمُ الضَأْنِ تَأكُلُهُ الكِلابُ
وَعَبْدٌ قَدْ يَنامُ عَلى حَريرٍ ** وَذُو
نَسَبٍ مَفارِشُهُ التُّرابُ
ما
بَعْدَ الضِّيقِ إِلَّا الفرجُ
وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الْفَتَى
** ذَرْعاً وَعِنْدَ اللَهِ مِنْها الْمَخرَجُ
ضَاقَتْ فَلَمّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقاتُها ** فُرِجَتْ وَكُنْتُ أَظُنُّها لا تُفْرَجُ
طاعةُ الله
تَعْصِي الإِلَهَ وَأَنْتَ تُظْهِرُ
حُبَّهُ ** هَذا مَحَالٌ فِي الْقِياسِ بَديعُ
لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لَأَطَعْتَهُ
** إِنَّ المُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ
فِي كُلِّ يَوْمٍ يَبْـتَديكَ بِنِعمَةٍ **
مِنْهُ وَأَنْتَ لِشُكْرِ ذَاكَ مُضِيعُ
المعاشرة بالمعروف
إِذا رُمْتَ أَنْ تَحيا سَلِيماً مِنَ الرَّدَى
** وَدِينُكَ مَوْفُورٌ وَعِرْضُكَ صَيِّنُ
فَلا يَنطِقَنَّ مِنْكَ اللِّسانُ بِسَوْأَةٍ
** فَكُلُّكَ سَوْءَاتٌ وَلِلنَّاسِ أَلسُنُ
وَعَيْناكَ إِنْ أَبْدَتْ إِلَيْكَ
مَعائِباً ** فَدَعْها وَقُلْ يا عَيْنُ لِلنَّاسِ أَعْيُنُ
وَعَاشِرْ بِمَعْرُوفٍ وَسامِحْ مَنِ اعْتَدَى
** وَدافِعْ وَلَكِنْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فضْل الحَياء
النَّاسُ بِالنَّاسِ مَادَامَ الْحَيَاءُ بِهِمُ
** وَالسَّعْدُ لَاَشكَّ تَارَاتٌ وَهِبَاتُ.
وَأفْضَلُ النَّاسِ مَا بَيْنَ الْوَرَى رَجُلٌ
** تُقْضَى عَلَي يَدِهِ لِلنَّاسِ حَاجَاتُ
لا تَمْنَعَنَّ يَدَ الْمَعْرُوفِ عَنْ أحَدٍ
** ما دُمْتَ مُقْتَدِراً فالسَّعْدُ تَارَاتُ
وَأشْكُرُ فَضَائِلَ صُنْعِ اللهِ إِذْ جُعِلَتْ
** إِلَيْكَ لَا لَكَ عِنْدَ النَّاسِ حَاجَاتُ
قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَمَا مَاتَتْ مَكَارِمُهُمُ
** وَعَاشَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أَمْوَاتُ
النَّاسُ
مَعادِنٌ
أَصْبَحْتَ مُطَّرَحاً في مَعْشَرٍ، جَهِلوا
** حَقَّ الأَدِيبِ فَبَاعُوا الرَّأسَ بِالذَنَبِ.
وَالنَّاسُ يَجْمَعُهُم شَمْلٌ وَبَيْنَهُم
** فِي الْعَقْلِ فَرْقٌ وَفِي الْآدَابِ وَالْحَسَبِ.
كَمِثْلِ مَا الذَّهَبِ الإِبْرِيزِ يَشْرَكُهُ
** في لَوْنِهِ الصُّفْرُ وَالتَّفْضيلُ لِلذَّهَبِ.
وَالْعُودُ لَوْ لَمْ تَطِبْ مِنْهُ رَوائِحُهُ
** لَمْ يَفرِقِ النَّاسُ بَيْنَ الْعُودِ وَالْحَطَبِ
تجارب الشافعي مع النفس والأيّام
والقضاء
*دَعِ الْأَيّامَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ ** وَطِبْ
نَفساً إِذا حَكَمَ الْقَضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لِحادِثَةِ اللَيالي ** فَما
لِحَوادِثِ الدُّنْيا بَقاءُ
وَكُنْ رَجُلاً عَلى الْأَهْوَالِ جَلداً
** وَشِيمَتُكَ السَّماحَةُ وَالْوَفاءُ
*وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَرَايا
** وَسَرَّكَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخاءِ فَكُلُّ عَيْبٍ ** يُغَطّيهِ
كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً ** فَإِنَّ
شَماتَةَ الْأَعْداءِ بَلاءُ
وَلا تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَخِيلٍ ** فَمَا
فِي النَّارِ لِلظَمْآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْـقِصُهُ التَأَنِّي
** وَلَيْسَ يَزيدُ فِي الرِزْقِ العَناءُ
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرُورٌ ** وَلا
بُؤسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخاءُ
إِذَا مَا كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوعٍ ** فَأَنْتَ
وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
*وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنايا ** فَلا
أَرْضٌ تَقِيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرْضُ اللَهِ وَاسِعَةٌ وَلَكِنْ ** إِذَا
نَزَلَ الْقَضاءُ ضَاقَ الْفَضَاءُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/