أقوال وحكم الإمام الشافعي -2

  أقوال وحكم الإمام الشافعي 

الدَّهرُ يومان

الدَّهْرُ يَوْمَانِ ذَا أَمْنٌ وَذَا خَطَرُ ** وَالْعَيشُ عَيْشانِ ذا صَفْوٌ وذا كَدَرُ.

أَمَا تَرى الْبَحْرَ تَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفٌ **  وَتَسْتَقِرُّ بِأَقْصَى قاعِهِ الدُّرَرُ.

وَفِي السَّمَاءِ نُجُومٌ لا عِدَادَ لَهَا ** وَلَيْسَ يُكْسَفُ إِلّا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ. 

احْذَرْ مُعاشَرَةَ النَّاس

1- لَمْ يَبقَ فِي النَّاسِ إِلّا المَكْرُ وَالمَلَقُ ** شَوْكٌ إِذا لَمَسوا زَهْرٌ إِذا رَمَقوا  

فَإِنْ دَعَتْكَ ضَرُورَاتٌ لِعِشْرَتِهِمْ ** فَكُنْ جَحِيماً لَعَلَّ الشَوْكَ يَحْتَرِقُ 

2- كُنْ ساكِناً فِي ذَا الزَّمَانِ بِسَيْرِهِ ** وَعَنِ الْوَرَى كُنْ راهِباً فِي دَيْرِهِ.

وَاِغْسِلْ يَدَيْكَ مِنَ الزَّمانِ وَأَهْلِهِ ** وَاحْذَرْ مَوَدَّتَهُمْ تَنَلْ مِنْ خَيْرِهِ.

إِنّي اطَّلَعْتُ فَلَمْ أَجِدْ لِي صَاحِباً ** أَصْحَبُهُ فِي الدَّهْرِ وَلا فِي غَيْرِهِ.

فَتَرَكْتُ أَسْفَلَهُمْ لِكَثرَةِ شَرِّهِ ** وَتَرَكْتُ أَعْلاهُمْ لِقِلَّةِ خَيْرِهِ.

صَوْنُ النَّفْس

صُنِ النَّفْسَ وَاِحْمِلْها عَلى ما يَزِيِنُها ** تَعِشْ سَالِماً وَالْقَوْلُ فِيكَ جَمِيلُ.

وَلا تُرِيَنَّ النَّاسَ إِلّا تَجَمُّلاً ** نَبَا بِكَ دَهْرٌ أَوْ جَفَاكَ خَلِيلُ.

وَإِنْ ضَاقَ رِزْقُ الْيَومِ فَاِصْبِرْ إِلَى غَدٍ ** عَسَى نَكَباتُ الدَّهْرِ عَنْكَ تَزُولُ.

يَعِزُّ غَنِيُّ النَفْسِ إِنْ قَلَّ مالُهُ ** ويَغْنَى غَنِيُّ الْمَالِ وَهُوَ ذَلِيلُ.

وَلا خَيْرَ فِي وُدِّ امْرِئٍ مُتَلَّوِّنٍ ** إِذَا الرِّيْحُ مَالَتْ مَالَ حَيْثُ تَمِيلُ.

جَوادٌ إِذَا اِسْتَغنَيْتَ عَنْ أَخْذِ مَالِهِ ** وَعِندَ احْتِمالِ الْفَقْرِ عَنْكَ بَخِيلُ.

فَمَا أَكْثَرَ الإِخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمُ ** وَلَكِنَّهُمْ فِي النَّائِباتِ قَلِيلُ.  

فضل العلم

رَأَيْتُ الْعِلْمَ صاحِبُهُ كَرِيمٌ ** وَلَوْ وَلَدَتْهُ آباءٌ لِئامُ.

لَيْسَ يَزالُ يَرْفَعُهُ إِلَى أَنْ ** يُعَظِّمَ أَمْرَهُ الْقَوْمُ الكِرامُ.

وَيَتَّبِعُونَهُ فِي كُلِّ حَالٍ ** كَرَاعِي الضَّأْنِ تَتْبَعُهُ السَوامُ. 

فَلَوْلا الْعِلْمُ مَا سَعِدَتْ رِجَالٌ ** وَلا عُرِفَ الحَلَالُ وَلَا الْحَرامُ.

أهميَّة التَّعلُّم

تَعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُوْلَدُ عَالِماً ** وَلَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ

وَإِنَّ كَبِيرَ الْقَوْمِ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ ** صَغِيرٌ إِذَا الْتَفَّتْ عَلَيْهِ الْجَحَافِلُ

وَإِنَّ صَغِيرَ الْقَوْمِ إِنْ كَانَ عَالِماً ** كَبِيرٌ إِذَا رُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَحَافِلُ

2- أَخِي لَنْ تَنَالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ ** سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ

ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ ** وَصُحْبَةُ أُسْتاذٍ وَطُولُ زَمانِ

3- شَكَوتُ إِلى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي ** فَأَرْشَدَني إِلَى تَرْكِ المَعاصِي

وَأَخْبَرَنِي بِأَنَّ العِلمَ نُورٌ ** وَنُورُ اللَهِ لا يُهْدَى لِعاصِي 

1- حِفْظ اللّسان

اِحْفَظْ لِسَانَكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ ** لَا يَلدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعْبَانُ

كَمْ فِي الْمَقابِرِ مِنْ قَـتِيلِ لِسانِهِ ** كانَتْ تَهابُ لِقاءَهُ الأَقرانُ

2- حِفْظُ السِّرِّ

إِذَا المَرْءُ أَفْشَى سِرَّهُ بِلِسانِهِ ** وَلامَ عَلَيْهِ غَيْرَهُ فَهُوَ أَحمَقُ

إِذَا ضَاقَ صَدْرُ المَرْءِ عَنْ سِرِّ نَفْسِهِ ** فَصَدْرُ الَّذِي يُسْتَوْدَعُ السِرَّ أَضْيَقُ 

الأيَّامُ دُوَلٌ

تَمُوتُ الأُسْدُ فِي الْغابَاتِ جَوْعاً ** وَلَحْمُ الضَأْنِ تَأكُلُهُ الكِلابُ

وَعَبْدٌ قَدْ يَنامُ عَلى حَريرٍ ** وَذُو نَسَبٍ مَفارِشُهُ التُّرابُ

 ما بَعْدَ الضِّيقِ إِلَّا الفرجُ

وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الْفَتَى ** ذَرْعاً وَعِنْدَ اللَهِ مِنْها الْمَخرَجُ

ضَاقَتْ فَلَمّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقاتُها ** فُرِجَتْ وَكُنْتُ أَظُنُّها لا تُفْرَجُ 

طاعةُ الله

تَعْصِي الإِلَهَ وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ ** هَذا مَحَالٌ فِي الْقِياسِ بَديعُ

لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لَأَطَعْتَهُ ** إِنَّ المُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ

فِي كُلِّ يَوْمٍ يَبْـتَديكَ بِنِعمَةٍ ** مِنْهُ وَأَنْتَ لِشُكْرِ ذَاكَ مُضِيعُ

المعاشرة بالمعروف

إِذا رُمْتَ أَنْ تَحيا سَلِيماً مِنَ الرَّدَى ** وَدِينُكَ مَوْفُورٌ وَعِرْضُكَ صَيِّنُ

فَلا يَنطِقَنَّ مِنْكَ اللِّسانُ بِسَوْأَةٍ ** فَكُلُّكَ سَوْءَاتٌ وَلِلنَّاسِ أَلسُنُ

وَعَيْناكَ إِنْ أَبْدَتْ إِلَيْكَ مَعائِباً ** فَدَعْها وَقُلْ يا عَيْنُ لِلنَّاسِ أَعْيُنُ

وَعَاشِرْ بِمَعْرُوفٍ وَسامِحْ مَنِ اعْتَدَى ** وَدافِعْ وَلَكِنْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ  

فضْل الحَياء

النَّاسُ بِالنَّاسِ مَادَامَ الْحَيَاءُ بِهِمُ ** وَالسَّعْدُ لَاَشكَّ تَارَاتٌ وَهِبَاتُ.

وَأفْضَلُ النَّاسِ مَا بَيْنَ الْوَرَى رَجُلٌ ** تُقْضَى عَلَي يَدِهِ لِلنَّاسِ حَاجَاتُ

لا تَمْنَعَنَّ يَدَ الْمَعْرُوفِ عَنْ أحَدٍ ** ما دُمْتَ مُقْتَدِراً فالسَّعْدُ تَارَاتُ

وَأشْكُرُ فَضَائِلَ صُنْعِ اللهِ إِذْ جُعِلَتْ ** إِلَيْكَ لَا لَكَ عِنْدَ النَّاسِ حَاجَاتُ

قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَمَا مَاتَتْ مَكَارِمُهُمُ ** وَعَاشَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أَمْوَاتُ

النَّاسُ مَعادِنٌ

أَصْبَحْتَ مُطَّرَحاً في مَعْشَرٍ، جَهِلوا ** حَقَّ الأَدِيبِ فَبَاعُوا الرَّأسَ بِالذَنَبِ.

وَالنَّاسُ يَجْمَعُهُم شَمْلٌ وَبَيْنَهُم ** فِي الْعَقْلِ فَرْقٌ وَفِي الْآدَابِ وَالْحَسَبِ. 

كَمِثْلِ مَا الذَّهَبِ الإِبْرِيزِ يَشْرَكُهُ ** في لَوْنِهِ الصُّفْرُ وَالتَّفْضيلُ لِلذَّهَبِ. 

وَالْعُودُ لَوْ لَمْ تَطِبْ مِنْهُ رَوائِحُهُ ** لَمْ يَفرِقِ النَّاسُ بَيْنَ الْعُودِ وَالْحَطَبِ 

تجارب الشافعي مع النفس والأيّام والقضاء

*دَعِ الْأَيّامَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ ** وَطِبْ نَفساً إِذا حَكَمَ الْقَضاءُ

وَلا تَجْزَعْ لِحادِثَةِ اللَيالي ** فَما لِحَوادِثِ الدُّنْيا بَقاءُ

وَكُنْ رَجُلاً عَلى الْأَهْوَالِ جَلداً ** وَشِيمَتُكَ السَّماحَةُ وَالْوَفاءُ

*وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَرَايا ** وَسَرَّكَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخاءِ فَكُلُّ عَيْبٍ ** يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ

وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً ** فَإِنَّ شَماتَةَ الْأَعْداءِ بَلاءُ

وَلا تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَخِيلٍ ** فَمَا فِي النَّارِ لِلظَمْآنِ مَاءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْـقِصُهُ التَأَنِّي ** وَلَيْسَ يَزيدُ فِي الرِزْقِ العَناءُ

وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرُورٌ ** وَلا بُؤسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخاءُ

إِذَا مَا كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوعٍ ** فَأَنْتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ

*وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنايا ** فَلا أَرْضٌ تَقِيهِ وَلا سَماءُ

وَأَرْضُ اللَهِ وَاسِعَةٌ وَلَكِنْ ** إِذَا نَزَلَ الْقَضاءُ ضَاقَ الْفَضَاءُ

دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ ** فَما يُغْنِي عَنِ الْمَوْتِ الدَّوَاءُ 
الاستماع إلى الأبيات 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/

جميع الحقوق محفوظه © الإشراق1

تصميم الورشه