أقوال وحكم الإمام الشافعي -3
تجارب الشافعي مع النفس والأيّام
والقضاء
*دَعِ الْأَيّامَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ **
وَطِبْ نَفساً إِذا حَكَمَ الْقَضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لِحادِثَةِ اللَيالي ** فَما
لِحَوادِثِ الدُّنْيا بَقاءُ
وَكُنْ رَجُلاً عَلى الْأَهْوَالِ جَلْداً
** وَشِيمَتُكَ السَّماحَةُ وَالْوَفاءُ
*وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَرَايا
** وَسَرَّكَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخاءِ فَكُلُّ عَيْبٍ **
يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً **
فَإِنَّ شَماتَةَ الْأَعْداءِ بَلاءُ
وَلا تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَخِيلٍ **
فَمَا فِي النَّارِ لِلظَمْآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْـقِصُهُ التَأَنِّي
** وَلَيْسَ يَزيدُ فِي الرِزْقِ العَناءُ
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرُورٌ ** وَلا
بُؤسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخاءُ
إِذَا مَا كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوعٍ **
فَأَنْتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
*وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنايا **
فَلا أَرْضٌ تَقِيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرْضُ اللَهِ وَاسِعَةٌ وَلَكِنْ **
إِذَا نَزَلَ الْقَضاءُ ضَاقَ الْفَضَاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ **
فَما يُغْنِي عَنِ الْمَوْتِ الدَّوَاءُ
الشعور
بنهاية العمْر
1- خَبَتْ نَارُ نَفْسِي بِاشْتِعَالِ مَفارِقِي
** وَأَظْلَمَ لَيْلِي إِذْ أَضَاءَ شِهَابُها
2- أَيَا بُومَةً قَدْ عَشَّشَتْ فَوْقَ
هامَتي ** عَلى الرُّغْمِ مِنّي حِينَ طَارَ غُرَابُها
3- رَأَيْتِ خَرابَ العُمْرِ مِنّي فَزُرْتِني
** وَمَأوَاكِ مِنْ كُلِّ الدِّيارِ خَرابُها
4- أَأَنْعَمُ عَيْشاً بَعْدَ ما حَلَّ
عارِضِي ** طَلائِعُ شَيْبٍ لَيْسَ يُغْني خَضابُها
5- إِذا اصْفَرَّ لَوْنُ المَرْءِ وَابيَضَّ
شَعْرُهُ ** تَنَغَّصَ مِنْ أَيّامِهِ مُسْتَطابُها
6- فَدَعْ عَنْكَ سَوْآتِ الْأُمُورِ فَإِنَّها
** حَرامٌ عَلى نَفْسِ التَقيِّ ارْتِكابُها
7- وَأَدِّ زَكاةَ الْجاهِ وَاعْلَمْ بِأَنَّها
** كَمِثلِ زَكاةِ الْمالِ تَمَّ نِصابُها
8- وَأَحسِنْ إِلى الأَحْرارِ تَمْلِكْ
رِقابَهُمُ ** فَخَيْرُ تِجاراتِ الكِرامِ اكْتِسابُها
9- وَلا تَمْشِيَنَّ في مَنْكِبِ الأَرْضِ
فاخِراً ** فَعَمّا قَليلٍ يَحْتَويكَ تُرابُها
10- وَمَنْ يَذُقِ الدُّنيا فَإِنّي طَعَمْتُها
** وَسِيقَ إِلَيْنا عَذبُها وَعَذابُها
11- فَلَمْ أَرَهَا إِلّا غُرُوراً وَباطِلاً
** كَما لاحَ في ظَهْرِ الفَلاةِ سَرَابُها
12- وَماهِيَ إِلّا جِيْفَةٌ مُسْتَحيلَةٌ
** عَلَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اجْتِذابُها
13- فَإِنْ تَجْتَنِبْها كُنْتَ سِلمَاً
لِأَهْلِها ** وَإِنْ تَجْتَذِبْها نازَعَتْكَ كِلابُها
14- فَطوبَى لِنَفْسٍ أُوْلِعَتْ قَعْرَ
دارِها ** مُغَلِّقَةَ الأَبْوابِ مُرْخَىً حِجابُها
الغِنَى
معَ الجِدِّ والتَّعب
فَإِذا سَمِعْتَ بِأَنَّ مَجْدُوداً حَوَى
** عُوداً فَأَثمَرَ في يَدَيهِ فَصَدِّقِ
وَإِذا سَمِعْتَ بِأَنَّ مَحْرُوماً أَتَى
** ماءً لِيَشْرَبَهُ فَغاصَ فَحَقِّقِ
لَوْ كانَ بِالْحِيَلِ الْغِنَى لَوَجَدْتَنِي
** بِنُجُومِ أَقْطارِ السَّماءِ تَعَلُّقِي
لَكِنَّ مَنْ رُزِقَ الْحِجَا حُرِمَ الْغِنَى
** ضِدَّانِ مُفْتَرِقَانِ أَيَّ تَفَرُّقِ
وَأَحَقُّ خَلْقِ اللهِ بِالْهَمِّ امْرُؤٌ
** ذُو هِمَّةٍ يُبْلَى بِرِزْقٍ ضَيِّقِ
وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى الْقَضَاءِ وَحُكْمِهِ
** بُؤسُ اللَّبِيبِ وَطِيبُ عَيْشِ الأَحْمَقِ
إِنَّ الَّذي رُزِقَ اليَسارَ فَلَمْ يَنَلْ
** أَجْرَاً وَلا حَمْدَاً لَغَيْرُ مُوَفَّقِ
وَالْجَدُّ يُدْنِي كُلَّ أَمْرٍ شاسِعٍ
** وَالْجَدُّ يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُغْلَقِ
التوكل
على الله
تَوَكَّلْتُ فِي رِزْقِي عَلَى اللهِ خَالِقي
** وَأَيْقَنْتُ أَنَّ اللَهَ لا شَكَّ رازِقِي
وَما يَكُ مِنْ رِزْقِي فَلَيْسَ يَفُوتَنِي
** وَلَوْ كَانَ فِي قاعِ الْبِحَارِ الْعَوامِقِ
سَيَأتِي بِهِ اللهُ الْعَظِيمُ بِفَضْلِهِ
** وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنّي اللِّسانُ بِناطِقِ
فَفِي أَيِّ شَيْءٍ تَذْهَبُ النَّفْسُ
حَسْرَةً ** وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلائِقِ
النَّهْيُ
عَن الوُقوفِ على أبْوابِ المُلوك
إِنَّ الْمُلُوكَ بَلاءٌ حَيْثُما حَلّوا
** فَلا يَكُنْ لَكَ فِي أَبْوَابِهِمْ ظِلُّ
ماذا تُؤَمِّلُ مِن قَومٍ إِذا غَضِبوا
** جاروا عَلَيكَ وَإِن أَرضَيتَهُم مَلّوا
فَاسْتَغنِ بِاللهِ عَن أَبْوابِهِم كَرَما
** إِنَّ الْوُقُوفَ عَلَى أَبْوابِهِمْ ذُلُّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/