شرح قصيدة رثاء مي للعقاد

رثاء مي للعقاد

1- النص غرضه الشعري الرثاء، نوعه رثاء الأصدقاء. 

*- الرثاء معناه الحديث عن الميت وذكر محاسنه .

*- العاطفة الرئيسة في النص عاطفة الحزن والألم .

*- تجربة الشاعر ذاتية.

النص :

1- صدمة المفاجأة بفقد مي :

أينَ في المَحْفِلِ "ميٌّ" يا صحابْ ؟

عوَّدتْنا ها هنا فصلُ الخطابْ

مُستجيبٌ حينَ يُدعَى مُستجابْ

 أين في المحفلِ "ميٌّ" يا صحابْ ؟

المفردات:

المحفل : مكان الاجتماع والمقصود صالون ميّ الأدبي

– صحاب : أصحاب – هنا : ظرف مكان للقريب - فصل الخطاب : القول الصواب
 – عرشها المنبر : اعتلاء مكان الخطابة

- مرفوع الجناب : عالي الجانب ومرفوع الجناب المنزلة العالية

- مستجيب : تلبية الحاجة من البيان والفصاحة

- مستجاب : استجابة الحضور لفصاحتها وبيانها

حين يُدعى : وقت الطلب جمعها (أحيان وأحايين).

الشرح :

بدأ الشاعر قصيدته بالتساؤل عن سبب غياب الأديبة(مي) عن موعد الاجتماع منكراً أن تكون قد أخلفت موعد الملتقى الأدبي ، وكأنه لا يتصور موتها

(وربما كان ذلك من شدة الفجيعة وأثر الصدمة)

 وبدأ  بالسؤال ليتولى بنفسه الإجابة عنه بذكر محاسنها من امتلاك لغة الفصاحة والبيان وعلو مكانتها الأدبية ، ومنبرها الأدبي يشهد على ذلك باستجابته إلى حاجات المثقفين والروّاد ثم عاد إلى نفس ما بدأ به وهو التساؤل عن غيابها. 

التصوير الفني :

*- عرشها المنبر : شبه المنبر بالعرش تشبيه بليغ وسر جمالها التوضيح.

توحي بعلو منزلتها الأدبية .

*- فصل الخطاب : كناية عن الفصاحة ورجاحة العقل.

 وردت في القرآن الكريم " وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ" ص:20

*- مرفوع الجناب : كناية عن المكانة العالية

*- المنبر : مجاز مرسل المقصود الفصاحة علاقته المحلية غرضه (الإيجاز والدقة ).

*- المنبر يُدعى ومستجيب ومستجاب : استعارة مكنية شبه العرش بإنسان وحذف المشبه به ودل عليه صف من صفاته الدعوة والاستجابة .

المحسنات البديعية :

الطباق :( مستجيب ومستجاب – يدعى) - و(مُستجيب – مُستجاب)

 غرضه التوضيح وإبراز المعنى

الجناس الاشتقاقي : مُستجيب – مُستجاب يعطي نغمة موسيقية.

مراعاة النظير: بين (الخطاب والمنبر)

الأساليب والتراكيب:

- أين في المحفل مي؟. استفهام إنشائي الغرض منه الأسى والحسرة.

 - في المحفل مي :أسلوب قصر حيث قدم الجار والمجرور على متعلقه المبتدأ (مي) وغرضه التوكيد.

- يا صحاب : أسلوب نداء غرضه الاستعطاف

عودتنا ها هنا فصل الخطاب:أسلوب قصر بتقديم الظرف على المفعول به (فصل)

عرشها المنبر:أسلوب قصر بتقديم الخبر(عرشها) على المبتدأ (المنبر).

أين في المحفل مي يا صحاب : تكرار السؤال إطناب غرضه التوكيد.
  

2- التحسر والتوجع على الفقيدة

سائلوا النخبةَ منْ رهطِ النديّْ      

أين ميٌّ ؟ هل علمْتُم أينَ ميّ ؟

الحديثُ الحلوُ واللحنُ الشَّجيُّ 

والجبينُ الحرُّ والوجهُ السَّنيّْ

أين ولَّى كوكباه؟ أينَ غابْ ؟

المفردات :

النخبة : الصفوة  -  رهط : العدد من ثلاثة إلى العشرة (ج) أرهط أرهاط .

- الندي: النادي مجلس القوم ومكان اجتماعهم

- الحديث : الكلام الحلو  - اللحن : النغم جمعها ألحان لحون 

- الشجي : الحزين والمقصود والصوت المؤثر

- الجبين : جمعها أجبن جبنه جُبن – الوجه : وجوه وأوجه

- السني: الوضّاء المشرق

- كوكباه : ندبة والتقدير وا كوكباه ! والدليل زيادة الألف وهاء السكت .

- غاب : أفل مضادها : آب.  

الشرح :

يطلب من الحاضرين أن يسألوا الصفوة من هذا الملتقى الأدبي عنها وعن مكانها لأنهم أدرى الناس بمكانتها وروعة بيانها وأخذ يبين محاسنها الحسية وهي :

 حلاوة حديثها العذب ووجهها المشرق وجمالها الوضاء ...

ثم يتحسر ويتألم على رحيل وفراق الشاعرة ويتفجع عليها بقوله :

( أين ولى كوكباه ...)

في بداية النص تساءل عن غيابها وعدم حضورها ذاكراً اسمها (أين مي)

 كأنها موجودة ولكن لم تحضر لسبب ما وهذا هو الغياب المطلق .

أما الغياب المقيد فهو الإقرار بموتها.

مواطن الجمال:

*- الحديث الحلو : استعارة مكنية حيث شبه حديثها  بطعام حلو  المذاق  الغرض : التجسيم .

اللحن الشجي : كناية عن عذوبة الحديث والصوت الحسن وتأثيره على الحاضرين .

- الجبين : مجاز مرسل والمقصود الأديبة مي علاقته الجزئية (الإيجاز والدقة).

- الوجه السني : كناية عن الجمال والبشاشة .

- كوكباه : شبه الشاعرة بالكوكب وحذف المشبه وصرح بالمشبه به

 استعارة تصريحية الغرض التوضيح (محسوس بمحسوس)

*- الجناس الناقص : حلو - لحن اختلاف في حرف وترتيب الحروف

- مراعاة نظير : (جبين – وجه)

*- سائلوا النخبة : أسلوب إنشائي صيغته (أمر) غرضه التحسر والألم.

أين مي؟ هل علمتم أين مي؟ : أسلوب إنشائي صيغته استفهام للتحسر والألم على فقد مي.

أين ولى ، أين غاب؟ : أسلوب إنشائي صيغته استفهام غرضه الحسرة والألم

  والترادف بين ولى وغاب  للتوكيد.

- كوكباه : أسلوب نداء للندبة يفيد التفجع على الفقيدة.

الألفاظ والتراكيب 

- النخبة : تدل على تميّز هذه الجماعة.  -  من:  بيانية حرف جر.

- العطف بالواو يفيد التنوع في : الحديث الحلو واللحن الشجي ...

نموذج إعراب :

1-سائلوا ... أين مي ؟.

- سائلوا : فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة فاعل

النخبةَ : مفعول به منصوب بالفتحة

 أين: اسم استفهام مبني في محل نصب ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم

أو مبني في محل رفع خبر مقدم وجوباً له الصدارة .

 مي : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الضرورة الشعرية ( ياء ساكنة).

2- هل علمتم .. أين مي؟.جملة اسمية في محل نصب مفعول به للفعل (علم).

3- كوكباه ! حرف النداء المستعمل في الندبة محذوف تقديره (وا)

 - منادى نكرة مقصودة مبني على الضم المقدر في محل نصب،

 والألف حرف زائد لا محل له من الإعراب للتأكيد والهاء : هاء السكت.

4- أين ولّى – أين غاب ؟ أين: اسم استفهام مبني في محل نصب ظرف مكان

متعلق بالفعل بعدها

 ولى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر

 غاب : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للضرورة الشعرية

 والجملتا ن فعليتان لا محل لهما الإعراب.

5- الحديثُ : خبر مرفوع بالضمة والمبتدأ محذوف تقديره (هي)

الحلو : نعت مرفوع بالضمة

----------------------------

3- الثورة على الموت :

شِيَمٌ غُرٌّ رَضِيّاتٌ عِذابْ 

وحِجى ينفُذُ بالرأيِّ الصوابْ

وذكاءٌ ألمعيٌّ كالشِّهابْ 

وجمالٌ قدُسيٌّ لا يُعابْ

كلُّ هذا في الترابْ؟ آهِ مِنْ هذا الترابْ

المفردات :

- شيم : أخلاق مفردها شِيمة – غرّ : البيض والمراد الكريمة مفردها غرّاء

- رضيّات : مرضية ومقبولة  - عِذاب : سائغات مفردها عذب – حجي: العقول جمعها أحجاء  -  ينفذ : يخرج -  ذكاء : فطنة – ألمعي : صاحب رؤية صائبة

- الشهاب : النجم اللامع  -  قدسي : طاهر -  يعاب : يذم  

- آه : اسم فعل مضارع معناه : أتوجع

 الشرح :

الشاعر يذكر محاسن مي المعنوية , كالأخلاق الحميدة والرأي الصائب والذكاء الحادّ ورجاحة العقل , وجمالها القدسي الذي يجمع بين الجمال الحسي والجمال المعنوي القدسية والطاهرة . ثم يعود إلى الموت والفناء ويقر بحقيقة الموت الذي قضى على كل هذه الصفات والمحاسن يكاد لا يصدق ذلك بسبب فداحة الخسارة ويتساءل تساؤل المصدوم المتشكك بقوله (كل هذا في التراب)

رغم ذلك لا يستطيع هذا التراب أن يطمس محاسنها وآثارها الخالدة.

التصوير الفني :

*- شيم غر : استعارة مكنية شبه الشيم بحصان له غرة وسر جمالها التجسيم،

 توحي بحسن الخلق .

*- شيم عذاب : استعارة مكنية صور الشيم بماء عذب صافي للتجسيم.

 توحي بالسماحة وطيب المعاملة ولين الجانب .

-* حجى ينفذ بالرأي الصواب : كناية عن رجاحة العقل.

*- ينفذ بالرأي الصواب : استعارة مكنية شبه الرأي الصواب بسهم ينفذ التجسيم.

*- ذكاء ألمعي كالشهاب : شبه الذكاء بـالشهاب المتلألئ للتجسيم ، تشبيه مفرد مفصل
 أركان التشبيه الأربعة موجودة الكاف أداة التشبيه  واللمعان وجه الشبه .   

*- جمال قدسي : كناية عن الطهارة والعفة

*- كل هذا في التراب : استعارة مكنية شبه محاسنها بميت يُدفن في التراب

*- التراب:مجاز مرسل المقصود القبر علاقته الكلية الغرض : الإيجاز .

المحسنات البديعية:           

*- طباق : قدسي – يعاب غرضه التوضيح

*- جناس ناقص : عذاب – يعاب
*- مراعاة النظير : حجي – رأي . 

الأساليب والتراكيب:

*- الترادف : ( قدسي - لا يعاب ) يفيد التوكيد.

*- كل هذا في التراب؟. أسلوب إنشائي صيغته استفهام أداته (الهمزة) المحذوفة

غرضه الإنكار التعجبي.

شيم غر رضيات عذاب حجى ذكاء جمال قدسي : نكرات للتعظيم.

*- التراب : تكراره للتوكيد .

آه : اسم فعل مضارع (أتوجع) يوحي بتحدي الشاعر الموت .

آه من هذا التراب :توحي بالألم والحزن.

*- حرف العطف الواو يفيد تعداد صفات مي زيادة .

إعراب كلمات :

شيمٌ : خبر مرفوع بالضمة وما بعدها نعوت متعددة للشيم

 والمبتدأ  محذوف تقديره (  محاسنها شيمٌ )

 وحجى وذكاء وجمال معطوفات بالواو على شيم مرفوعة بالضمة

وما بعدها أيضاً نعوت لها .

آهِ : اسم فعل مضارع مبني على الكسر  بمعنى أتوجع والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره (أنا).

-----------------------------

4- خلود الأديبة الكبيرة ( ميّ )

ويْكَ ما أنت برادٍّ ما لديكْ 

أضْيَعُ الآمالِ ما ضاعَ عليكْ

مجدُ ميٍّ غيرُ موكولٍ إليكْ 

مجْدُ ميٍّ خالصٌ مِنْ قبضتَيْكْ

ولها مِنْ فضلِها ألفُ ثوابْ

المفردات :

ويك: اسم فعل أمر بمعنى الإنكار  والتعجب بإلحاق حرف الخطاب بها

( ويْ ) اسم فعل مضارع بمعنى أعجب بدون حرف الخطاب.

 - الآمال: الرجاء - المجد : الشرف

- موكول : متروك   - خالص : متحرر   -  فضلها : إحسانها  - ما أنت : نافية

– ما ضاع : ما اسم موصول

فائدة: ( ما ومَن )اسم الموصول تفيدان العموم والشمول خلاف الذي والتي ...

الشرح :

يخاطب الشاعر التراب بتحدٍ وإقراره بحقيقة الموت الذي لا يستطيع رد وإعادة

 ما دُفن ولكن مجد ومآثر مي باقية خالدة لا سلطان له عليها فلها الأجر والثواب العظيم.

مواطن الجمال :

*- ما أنت براد ما لديك -  ما ضاع عليك –  غير موكول إليك .

استعارات مكنية شبه التراب بإنسان يخاطبه سر الجمال التشخيص .

*- أضيع الآمال : استعارة مكنية صور الآمال بشيء نفيس يضيع الغرض :التجسيم

 كناية عن بقاء أعمالها الأدبية حية رغم موتها.

*- مجد مي خالص من قبضتيك : استعارتان مكنيتان شبه مجد مي بشيء مادي

 في قبضة اليد سر الجمال التجسيم ، والثانية شبه التراب بإنسان قابض عليه (التشخيص)         توحي ببقاء أعمالها وأمجادها حية خالدة.

*- قبضتيك : مجاز مرسل المقصود كل الإنسان علاقته الجزئية ،( تحديد العلاقة حسب الموجود) وهنا الموجود هو الجزء (قبضتيك).

*- ولها من فضلها ألف ثواب: كناية عن الأجر والثواب.

*- الطباق : (راد - ضاع) و (موكول – خالص)

*-  مجد مي غير موكول إليك - مجد مي خالص من قبضتيك : ترادف للتوكيد.

*- خالص قبضتيك : تدل على  قوة سلطان القبر وسطوته وبرغم ذلك عجز عن إخفاء وحجب مجد مي فهي فوق سلطانه وأكبر من قدرته .

*- تكرار ( مجد مي ) للتوكيد وتدل إضافة مجد إليها على عظم هذا الموروث الذي تركته لنا وللأجيال القادمة نجلّه ونعرف قدره.

نموذج إعراب :  ( ولها من فضلها ألف...).

 الواو حرف عطف – لها جار ومجرور شبه جملة في محل رفع خبر مقدم

من فضلها : جار ومجرور .

وألف : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف وثواب مضاف إليه مجرور بالكسرة

 المقدرة منع من ظهورها الضرورة الشعرية.

   -------------------------------

المشتقات في النص :

*- اسم المكان ( المَحفِل )    *–  اسم الآلة ( المِنبَر ).

*- اسم الفاعل ( مُستجيب – خالص – رادّ ).

*- اسم المفعول ( مُستجاب – مرفوع –  موكول ).

 رضيّات بمعنى مرضيات أي وزن فعيل بمعنى مفعول .

*- الصفة المشبهة ( الشجيّ والسنيّ وزن فعيل) – الحر والحلو  - غر - عِذاب.
*- اسم التفضيل ( أضْيع )

الموسيقا في النص:

1- تتمثل في الوزن والقافية المتنوعة بين ( الباء والياء والكاف ) نابعة من حالته النفسية الحزينة .

2- تكرار الكلمات والجمل ( أين مي )و ( مجد مي) تكرار اسم الاستفهام (أين).

3- الموسيقا الظاهرة المنبعثة من المحسنات البديعية كالجناس وحسن التقسيم .

4- الصورة الكلية التي تتضمن في طياتها الصور الجزئية كالاستعارة والمجاز والكناية والتشبيه التي تعكس مدى الحزن والألم لفقدان ميّ .

- ترتيب الأفكار والمعاني والكلمات الموحية النابعة من عاطفة الشاعر.

- الترابط الناشئ والبنية المتماسكة عن وحدة الفكر ووحدة الشعور والجو النفسي.

 -------------------------------

السمات الفنية في النص ( الخصائص الأسلوبية ):

1- الوحدة الفنية : وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي والشعوري.

مما أدى إلى الترابط والتماسك بين أجزاء النص.

2-  التحرر من قيود الوزن والقافية والاعتماد على وحدة التفعيلة والتنوع في القافية.

3- العاطفة الصادقة الجياشة النابعة من مشاعره وأحاسيسه الممزوجة بالألم.

4- التنوع في الأساليب التي تلائم حالة الشاعر النفسية خاصة الاستفهام.

5- تقسيم النص إلى مقاطع متماسكة الأجزاء.

6- الألفاظ الموحية والعبارات الدالة . 
إعراب القصيدة إعراباً تاماً: