جري المذكيات غلاب

 جَرْىُ ‌المُذَكِّيَاتِ ‌غِلَابٌ
جاء في مجمع الأمثال:
المذكية من الخيل: التي قد أتى عليها بعد قُرُوحها سنة أو سنتان، والغِلَابُ: المغالبة، أي أن المذكى يغالِبُ مُجَارِيه فيغلبه لقوته، يجوز أن يُرَاد أن ثاني جَرْيه أبدا أكثر من باديه، وثالثه أكثر من ثانيه، فكأنه يغالب بالثاني الأول وبالثالث الثاني، فَجَرْيُه أبدا غِلاب، وهذا معنى قول أبي عبيد حيث قال: فهي تحتمل أن تغالب الجري غلابا، ويروى "جَرْى المذكيات غِلاء" جمع غَلْوَة، يعني أن جَرْيها يكون غَلْوَاتٍ ويكون شأوُها بطينا لا كالجَذَع.
يضرب لمن يُوصَف بالتبريز على أقرانه في حَلْبة الفضل.
جاء في الجمهرة:
أَرَادَ ان المسان تُؤْخَذ بالمغالبة وَالْقُوَّة وَالصغَار تدارى وَلَا تُحمل على غلظ ومشقة
وَرُوِيَ (غلاء) يُرَاد أَنَّهَا تتغالى فِي الجري أَي تتباعد
والمذكي المسن وَقد ذكى وَالِاسْم الذكاء.
قَالَ الراجز:
جري المذكي حسرت عَنهُ الْحمر…
حسر فَهُوَ حاسر وحسر للْجَمِيع إِذا سقط من الإعياء وَلَيْسَ ذَا مَوْضِعه
وَفِي معنى الْمثل قَوْلهم: الشَّيْخ أقوى عَصا من الصَّبِي.
والمثل لقيس بن زُهَيْر الْعَبْسِي وَذَلِكَ أَنه رَاهن حُذَيْفَة بن بدر الْفَزارِيّ على داحس والغبراء وهما فرسَان وراهنه حُذَيْفَة على الخطار والحنفاء والخطر بَينهمَا عشرُون من الْإِبِل.
والغاية من واردات إِلَى ذَات الإصاد وَهِي مائَة غلوة وَجعل السَّابِق أول من شرع فِي مَاء كَانَ هُنَاكَ فَلَمَّا أرْسلت الحلبة قَالَ حُذَيْفَة خدعتك يا قيس قَالَ: ترك الخداع من أجْرى من مائَة. ثمَّ قَالَ سبقت وَالله يا قيس فَقَالَ: جري المذكيات غلاب
ثمَّ قَالَ لَهُ سبقت وَرب الْكَعْبَة فَقَالَ: رويد يعلون الجدد. وَكَانَت بَنو فَزَارَة جعلت كميناً فَلَمَّا طلع داحس سَابِقًا أمْسكهُ الكمين وَلم يعرف الغبراء وَهِي خلف داحس مصلية فوردت سَابِقَة فلطمتها بَنو فَزَارَة وحلثوها عَن المَاء وأبت أَن تقر لقيس بِالسَّبقِ ومنعوه الْخطر فَوَقع بَينهم الشَّرّ فَقَالَ بَعضهم يذكر ذَلِك:
لطمن بِأَعْلَى ذِي الإصاد وجمعهم … يرَوْنَ الْأَذَى من ذلة وهوان
فغزاهم قيس فلحق عَوْف بن بدر أَخا حُذَيْفَة فَقتله ثمَّ وداه مائَة نَاقَة متلية عشراء والعشراء الَّتِي قد أَتَى على حملهَا عشرَة أشهر
والمتلية الَّتِي قد نتج بَعْضهَا وَالْبَاقِي يتلوها بالنتاج فالحامل متلية وَالَّتِي يتبعهَا وَلَدهَا أَيْضا متلية ثمَّ قتل حمل بن بدر الْفَزارِيّ مَالك بن زُهَيْر أَخا قيس فَأرْسل إِلَيْهِ أَن ارْدُدْ إِلَيْنَا إبلنا مَعَ أَوْلَادهَا وَكَانَت قد ولدت عِنْدهم فقد قتلتم بقتيلكم فَقَالَت بَنو فَزَارَة أنعطيها أَكثر مِمَّا أعطونا وأمسكوا أَوْلَادهَا وأبى قيس أَلا يَأْخُذهَا مَعَ أَوْلَادهَا
ثمَّ قتل جنيدب بن خلف الْعَبْسِي مَالِكًا أَخا حُذَيْفَة فهاج الْحَرْب بَين بني عبس وفزارة نَحوا من أَرْبَعِينَ سنة فَقَالَ قيس:
 وَلَكِن الْفَتى حمل بن بدر … بغى وَالْبَغي مرتعه وخيم
أَظن الْحلم دلّ عَليّ قومِي … وَقد يستجهل الرجل الْحَلِيم
ومارست الْأُمُور ومارستني … فمعوج على مُسْتَقِيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/

جميع الحقوق محفوظه © الإشراق1

تصميم الورشه