لا مَاءَكِ أَبْقَيْتِ وَلا حِرَكِ أَنَقَيْتِ
ويروى "ولا دَرَنَكِ" أصله أنَّ رجلاً كان في سفَر ومعه امرأته، وكانت عَارِكَاً فَطَهُرَتْ، وكان معها ماء يسير فاغتسلت، فلم يكن يكفها لغسلها وأنْقَذَتِ الماء فبقيا عطشانين، فعندها قَال لها هذا القول.
لا ماءك أبقيت ولا حِرَكِ أنقيت، ثم استظلا بشجرة حيال العين، فأنشأ الضب يقول:
تَالله مَا طَلَّةٌ أصَابَ بِهَا … بَعْلاً سِوَاى قَوَارِعُ العَطَبِ
وأيُّ مَهْرٍ يَكُونُ أثْقَلَ مِنْ … مَا طَلَبُوه إذاً مِنَ الضب
أنْ يَعْرِفَ الماء تحْتَ صُمِّ الصَّفا … وَيُخْبِرَ النَّاسَ مَنْطِقَا الخطبِ
أخْرَجَنِي قَوْمُهَا بأنَّ الرَّحَى … دَارَتْ بِشُؤُمٍ لَهم عَلى القُطْبِ
فلما سمعت امرأته ذلك فرحت وقَالت: ارجِع إلى القوم فإنك شاعرٌ، فانطلقا راجعين فلما وصلا خرج القوم إليهما وقصَدُوا ضربهما وردُّوهما، فَقَال لهما الضب: اسمعوا شعري ثم اقتلوني، فأنشدهم شعره، فنجا وصار فيهم آثَرَ من بعضهم. قَال الفرزدق:
وكُنْتُ كَذَاتِ الحَيْضِ لَمْ تُبقِ ماءَهَا … ولا هِي مِنْ مَاءِ العَذَابةِ طاهِرِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/