الأدب في العصر الجاهلي وخصائصه الفنية

 الأدب في العصر الجاهلي

1- ما هو الأدب الجاهلي؟.

 هو الشعر والنثر الفني عند العرب قبل مجيء الإسلام بحوالي قرنين من الزمان أو ما جاءنا عن العرب في الجاهلية من شعر بليغ ونثر بديع فوق الكلام العادي وأعلى مستوى منه.

*- والمقصود بالجهل الجهل الذي هو نقيض الحلم والأناة والهداية وليس نقيض التعلم وسمّاه القرآن الكريم "حميّة الجاهلية". وكانوا يقولون:(في الجريرة تشترك العشيرة)، قال امرؤ القيس يتهدد بني أسد:

فَإنْ تَدْفِنُوا الدَّاءَ لا نُخْفِهِ *** وَإنْ تَبْعَثُوا الحرْبَ لا نَقْعُدِ

فإنْ تَقْتُلُونا نُقَتِّلْكُمُ *** وَإنْ تَقْصِدُوا لِدَمٍ نَقْصِدِ    

2- أيهما أسبق الشعر أم النثر ؟، مع التعليل.

 الشعر سابق النثر الفني لأنه أسهل في الحفظ لما فيه من ألوان الموسيقى المتنوعة التي تعتمد على الوزن والقافية والإيقاع وسهولة تداوله بين الشعراء والناس وتعلقه في الذاكرة.

لذلك ما وصلنا من الشعر الجاهلي أكثر من النثر الفني الذي وصلنا منه القليل لأنّ النثر الفني أصعب في  الحفظ من الشعر وبسبب التأخير في التدوين في القرن الثاني الهجري.

3- علام يدل وجود هذا الأدب عند العرب؟.

 يدل ذلك على الرقي العقلي والتقدم الفكري عند عرب الجاهلية فالشعر ديوان العرب سجلوا فيه غزواتهم وحروبهم وأمجادهم وأحوالهم ووصفوا طبيعتهم وكل ما وقعت عليه أعينهم فهو سجل حافل بتاريخهم فالأدب مرآة العصر.

وبجانب صناعة الشعر كان عندهم علم الفلك والطب وعلم الأثر وعلم الأنساب والفراسة.

4 - ما الدليل على وجود هذا النوع من الأدب عندهم؟.

 ما وصلنا من التراث الشعري الكثير تناقلته الذاكرة عبر الأجيال إلى وقت التدوين في القرن الثاني للهجرة، كما جاء في المعلقات والأصمعيات والمفضليات وكتب الحماسة ودواوين الشعراء، وفي النثر البيان والتبيين للجاحظ والعقد الفريد لابن عبد ربه والكامل للمبرد والأمالي للقالي وصبح الأعشى للقلقشندي.

 5- اذكر الأسباب التي ساعدت على نضج الموهبة الفنية في العصر الجاهلي؟.

  اللغة العربية لغة غنية بمفرداتها وتراكيبها وتنوُّع أساليبها وكان العرب يتميزون ببساطة العيش وسلامة الفطرة ورهافة الحس وصفاء الطبيعة وما كان لهم من أسواق ومنتديات يتنافسون في ميادين الشعر والأدب، وللشعراء والخطباء دور بارز في حياة الجاهليين فكانوا من سادات القوم وأشرافهم.

6- ما منزلة الشاعر والخطيب في الجاهلية؟.

*- كان للشاعر منزلة عالية يذود عن القبيلة بلسانه وبسيفه، يمدح ساداتها ويفخر بأمجادها ويرفع من شأن القبيلة فإذا مدح رفع وإذا هجا وضع ومن الأدلة على هذه المنزلة المرموقة للشاعر كانت القبائل تُهنّئ بعضها في ثلاثة أمور: غلام يُولد أو شاعر ينبغ أو فرس تلد.

*- كذلك الخطيب كانت له مكانة مرموقة بين قومه يستحق السيادة والشرف يدافع عن القبيلة ويمجدها ويشيد بمآثرها ويرفع من شأنها، ومنهم قُسّ بن ساعدة الأيادي خطيب قبيلة إياد وأكثم بن صيفي خطيب قبيلة تميم.

وكان الشاعر المشهور عمرو بن كلثوم من سادات تغلب قد اشتهر بالخطابة.

أغراض وموضوعات الشعر في العصر الجاهلي

1- الفخر والحماسة:

*- الفخر: فخر الشاعر بنفسه وبقومه والحماسة: الفخر بنفسه في الحرب،وهذا الغرض متوفر في معظم أشعارهم، ومن أشهرهم عنترة العبسي وعمرو بن كلثوم. 

موضوعاته: الصفات الحميدة ومناقب القوم والفخر بالشجاعة والفروسية وخوض الحروب، يقول عنترة:

لمّا رأيتُ القومَ أقبل جمعُهم *** يتذامرون كررتُ غير مُذمَّمِ

يدعون عنترَ والرماحُ كأنَّها *** أشطانُ بئرٍ في لَبانِ الأدهمِ

*- عاطفة الفخر هي الاعتداد والاعتزاز.

2- الوصف:

وصف الشعراء كل ما رأوه في حياتهم ووقعت عليه أعينهم، وذكروه في قصائدهم

*- موضوعاته: مظاهر البيئة وظواهر الطبيعة وصفوا الصحراء والسماء والحيوان والنبات والأطلال والترحال والحروب والرياح والأمطار وأماكن اللهو والصيد وغيرها.

*- العاطفة هي الانفعال بالشيء حسن أو قبيح، ويقوم على دقة الملاحظة ورهافة الحس.

*- الوصف منتشر في جميع القصائد

3- المدح:

*- المدح: الثناء على الإنسان الحي بذكر صفاته الحميدة وأفعاله المجيدة كسادات القوم وأشرافهم وأعيان القبائل وذكر مناقبهم.

*- عاطفة المدح هي الإعجاب.

ومن ذلك مدح زهير بن أبي سُلمى لهرم بن سنان والحارث بن عوف:

يميناً لَنعم السيدان وُجدتما *** على كلِّ حالٍ منْ سحيلٍ ومُبرمِ

تداركتما عبساً وذبيانَ بعدما *** تفانَوا ودقّوا بينهم عِطرَ مَنْشمِ

*- موضوعاته: النجدة والكرم وإغاثة الملهوف وحسن الجوار وعفة النفس وصون الأعراض.

*- سبب المدح اعتراف بالجميل ورفع من مكانة الممدوح وكان القليل النادر منهم يمدح للتكسب كالأعشى والنابغة الذبياني.

*- أثر المدح على العربيّ هو الرفعة والعلو وكان العربي يحرص على أن يظهر بين القبائل بعلو كعبه ورفعة شأنه وشرف نسبه.

4- الهجاء:

*- الهجاء الذم والحطّ من شأن الآخرين وذكر مثالبهم، نقيض المدح

*- سبب انتشاره العداوة والبغضاء وكثرة الحروب بينهم.

*- موضوعاته: الصفات الذميمة كالجبن والبخل والغدر والخسة واللؤم وقلة الشأن ووضاعة النسب.

*- أثر الهجاء على العربيّ: كان الهجاء يؤذي العربي لأنه كان يحرص أن يظهر بين الآخرين بالشرف والمروءة فالهجاء يحط من قدره ويقلل من شأنه.

*- العاطفة التي يقوم عليها الاحتقار والسخط.

*-من شعرائه:  قال النابغة يهجو عامر بن الطفيل.

فإنْ يكُ عامرٌ قد قال جهلاً *** فإنَّ مطيةَ الجهلِ السُبابُ

 وإنك سوف تحلمُ أو تناهى *** إذا ما شبتَ أو شاب الغرابُ

- ومن أشهرهم الحطيئة الذي هجا نفسه بقوله:

أرى لي وجهاً شوّهَ اللهُ خلقَهُ *** فقُبِّح مِن وجهٍ وقُبِّح حامله

5- الرثاء:

*- معناه: ذكر محاسن الميت، وعاطفته الأسى والألم.

*- موضوعاته: ندب الفقيد وتأبينه واللوعة لفراقه والأخذ بالثأر، ومنهم لبيد بن ربيعة والخنساء التي قالت في رثاء أخيها:

أعيناي جودا ولا تجمدا  ألا تبكيان لصخر الندى

وإنَّ صخراً لتأتمّ الهداةُ به *** كأنه علمٌ في رأسِه نارُ

6- الغزل:

*- معناه: ذكر الشاعر محاسن المرأة وتشبُّبه بها وجاء في مطلع القصيدة الجاهلية عامة، وكان في معظمه حسياً واشتهر به امرؤ القيس

*- موضوعاته: الوقوف والبكاء على الأطلال والحزن لفراق المحبوبة والحنين إلى ذكرياتها،

ومن الوقوف على الأطلال قول عنترة:

يا دار عبلة بالجواء تكلمي *** وعِمي صباحاً دار عبلة واسلمِ

*- نوع الغزل: معظمه غزل حسي يصف محاسن المرأة، كقول امرئ القيس:

غَرَّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُهَا *** تَمْشِي الهُوَيْنَا كمَن يَمْشِي الوَجِى الوَحِلُ

كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جَارَتِهَا *** مَرُّ السَّحَابَةِ لاَ رَيْثٌ وَلاَ عَجَلُ

7- الحكمة:

*- معناها: هي قول خالد مأثور ينمّ عن تجربة وخبرة في الحياة ورجاحة العقل.

*- موضوعاتها: تأملات في الكون والحياة

*- من شعرائها زهير بن أبي سلمى جعل من الحكمة غرضاً أساسياً في معلقته.

وَمَنْ لاَ يُصَانِعْ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ *** يُضَرَّسْ بِأَنْيَابٍ وَيُوطَأْ بِمَنْسِمِ

وَمَنْ يَجَعَلِ المَعْرُوفَ مِنْ دَونِ عِرْضِهِ *** يَفِرْهُ، وَمَنْ لاَ يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ

 سَئِمْتُ تَكَالِيفَ الحَيَاةِ، وَمَنْ يَعِشْ *** ثَمَانِينَ حَوْلاً - لاَ أَبَا لَكَ – يَسْأَمِ 

الخصائص الفنية في الأدب الجاهلي

أولاً:- الشعر:

1- الشعر الجاهلي نوعه شعر غنائي لأنّه يعبر فيه الشاعر عن أحاسيسه ومشاعره فهو شعر ذاتي.

2- الشعر الجاهلي شعر مطبوع يعتمد على البديهة والفطرة، لكن نجد مَن ينقح شعره ويجوده كزهير بن أبي سلمى حتى سُمّيت قصائده بالحوليات.

3- القصيدة الجاهلية تقليدية موضوعاتها متعددة، تبدأ بالغزل والوقوف على الأطلال فالوصف وبعده الغرض منها وأحياناً تُختم بأبيات من الحكمة.

4- تمتاز القصيدة الجاهلية بالوضوح والصدق في التعبير دون تكلف والأمانة في نقل الأحداث فقالوا: (إذا مدح الشاعر لم يكذب، وإذا هجا لم يُقذع، وإذا وصف لم يُبالغ).

5- استمد الشاعر صوره من البيئة التي يعيش فيها فجاءت في مجملها صور حسية من التشبيه والاستعارة تتميز بالصدق والدقة.

6- الألفاظ والتراكيب:

جاءت الألفاظ متنوعة والتراكيب قوية تتناسب مع موضوعات القصيدة كالجزالة والفخامة في حالة المدح والفخر وسهلة رقيقة في حالة الغزل والاعتذار.

ثانياً:- النثر الفني:

الشعر والنثر الفني دلالة على الرقي العقلي في العصر الجاهلي، وأشهر الفنون النثرية عندهم (الخطابة والأمثال والحكم والوصايا).

1- جاءت الألفاظ والمعاني سهلة واضحة خالية من الغموض تتميز بالصدق والعفوية مستمدة من العادات والتقاليد العربية الأصيلة والخلق الرفيع والمثل العليا.

قال عمرو بن كلثوم في وصيته لأبنائه:" إنّي والله ما عيّرتُ رجلاً قطّ أمراً إلّا عُيِّرتُ بمثله ... ومن سبَّ سُبَّ، فكفّوا عن الشتم...).

2- يتميز النثر الفني بقصر الجمل وجزالة الألفاظ يقوم على نوعين من الأساليب:

أ- أسلوب مُرسل: سرد الكلام دون اعتماد على المحسنات البديعية.

ب- أسلوب السجع لكنه خالٍ من التكلف والتصنُّع.

قال قُس بن ساعدة:

"أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا وَعُوا، مَنْ عَاشَ مَات، وَمَنْ مَاتَ فَات، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آت".

3- كثرة الحكم والأمثال

جاءت فنون النثر الأدبي مليئة بالحكم والأمثال التي تدل على تجاربهم وخبرتهم في الحياة مما أثر على ترابط المعاني وتماسكها.

من حكم قُس بن ساعدة:

"إذا خاصمتَ فاعدل، وإذا قلتَ فاصدق، ولا تستودعنَّ سرك أحداً، فإنك إن فعلتَ لم تزل وجِلاً"، وقال: " مَن عيَّرك شيئا ففيه مثله، ومَن ظلمك وجد مَن يظلمه، وإذا نهيتَ عن الشىء فابدأ بنفسك، ولا تشاور مشغولاً وإن كان حازماً، ولا جائعاً وإن كان فهِماً، ولا مذعوراً وإن كان ناصحاً".

4- نلاحظ من أقوال قس بن ساعدة المعاني في النثر تميل إلى التقرير لذلك جاءت الصور الفنية من التشبيه والاستعارة والكناية قليلة في خطبهم ووصاياهم.

فنون النثر الأدبي في العصر الجاهلي:

أولاً: الخطابة 

 *- الخطبة فن نثري شفوي تُلقى أمام الناس في مناسبة معينة.

*- صفات الخطيب: من الصفات التي يجب توافرها في الخطيب، الفصاحة والبلاغة وطلاقة اللسان، مُفوَّه لديه القدرة على استمالة المستمعين وجذبهم إلى موضوع الخطبة والتأثير فيهم بما لديه من أفكار وأدلّة.

*- موضوعاتها: النصح والإرشاد – الحث على القتال – حقن الدماء – التأبين والعزاء- المناسبات الدينية والاجتماعية.

ثانياً: الوصايا 

 الوصية فن أدبي نثري أو شعري توجّه من الكبير إلى الصغير ومن الآباء إلى الأبناء وكذلك وصايا الحكماء والشيوخ للعشيرة والقبيلة.

*- صفات الموصي: الحكمة والخبرة والتجربة والرأي الصائب والقول السديد والمعرفة بأحوال الناس.

*- الهدف منها: النجاح في الحياة والسعادة في الدنيا.

*- موضوعاتها: الصفات الحسنة والمثل العليا والسلوك الحسن.

*- مناسباتها: تقدم الوصية عند الفراق والسفر والحرب والزواج ودنو الأجل.

*- سماتها الفنية: الإيجاز في الكلام - التركيز على الموضوع – الصدق في التعبير – العبارات القصيرة المسجوعة – كثرة الحكم والأمثال.

*- من أدبائها: ذو الإصبع العدواني وزهير الكلبي وعمرو بن كلثوم وأمامة بنت الحارث.

قال عمرو بن كلثوم يوصي بنيه عند دنو أجله:

 "يا بَنيَّ إنّي قدْ بلغتُ مِنَ العُمْرِ ما لم يبلغْ أحدٌ من آبائي وأجدادي....فاحفظوا عني ما أوصيكم به ....وصلوا أرحامَكم تُعمَرْ داركُم، وأكرموا جارَكم يحسُن ثناؤكم". 

ثالثاً: الأمثال 

1- المثل: قول موجز يدل على حادثة ما، شائع بين الناس بسبب ترداد الناس له وإعجابهم به، وأكثر العرب من استعماله في كلامهم وخطبهم وشؤون حياتهم.

*- مضرب المثل: المثل له قصة أو حادثة قيل فيها ويُضرب فيما بعد لحادثة مشابهة لها على سبيل الاستعارة التمثيلية.

*- الأمثال الجاهلية لا زالت تُستعمل إلى يومنا هذا كما هي بسبب الإيجاز وكثرة استعمالها وتداولها بين الناس خاصة أنها تُقال لحادثة مشابهة لحادثة المثل.

*- من الأمثال الجاهلية:

أ- ( أحشفاً وسوء كيلة) الحشف: التمر الرديء.

معناه: جمع البائع بين الغش في الكيل ونوعية التمر الرديئة.

*- يُضرب لمن يجمع بين صفتين سيئتين.

ب-(أنْ تردَ الماءَ بماءٍ أكيس) ورودك الماء بماء أفضل.

الرجل معه قليل من الماء لكنه عندما وجد بئراً أراق ما معه من ماء، فلمّا أراد أن يستخرج الماء من البئر وجده فارغاً، في هذه الحالة يجب عليه أن يأخذ الحذر ويتأكد أولاً من وجود الماء الصالح للشرب في البئر ثم يحزم أمره.

*- يُضرب المثل للأخذ بالحزم والحيطة والحذر.

ج-(تحت الرغوة اللبن الصريح) عند صب اللبن في الإناء تطفو رغوة على الوجه.

*- يُضرب المثل عند ظهور الحقيقة بعد خفائها.

رابعاً: الحكم

 الحكمة: قول خالد موجز بليغ يدل على تجربة وخبرة عميقة في الحياة.

*- قال عمرو بن كلثوم: "لا خيرَ فيمَنْ لا رويّةَ له عند الغضب".

- قول أكثم بن صيفي التميمي:

"آفةُ الرأيِ الهوى" و " إن أفضل الأشياء أعاليها، وأعلى الرجال ملوكها، وأفضل الملوك أعمها نفعاً".

*- من الشعر قول زهير بن أبي سلمى المُزني:

ومن لم يُصانع في أمورٍ كثيرةٍ *** يُضرّسْ بأنيابٍ ويُوطأ بمَنْسِمِ

ومهما تكنْ عند امرئٍ مِن خليقةٍ *** وإنْ خالها تَخفَى على الناس تُعلمِ 

  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر:
أهلاً وسهلاً بك اكتب ملاحظاتك أو سؤالك أو راسلنا على صفحة النحو والصرف:
https://www.facebook.com/arabicgrammar1255/

جميع الحقوق محفوظه © الإشراق1

تصميم الورشه